أعلنت القناة الثامنة "تمازيغت" اعتمادها تقنية البث المتزامن لبرامجها بالروافد الأمازيغية الثلاثة، تمازيغت وتاشلحيت وتاريفيت، وهي التقنية التي تتيح لمشاهدي القناة اختيار المكون اللسني الأمازيغي الذي يرغبون في الاستماع إليه وهم يتابعون برامج تمازيغت. وأوضح محمد مماد، المدير العام للقناة الأمازيغية، أن الهدف من البث المتزامن للبرامج بالروافد الأمازيغية الثلاثة، إيصال محتوى القناة وما تقدمه من برامج وثائقية وأعمال درامية إلى مختلف شرائح المجتمع المغربي، انسجاما مع دستور المملكة الذي يؤكد على ضرورة احترام التعددية اللغوية والثقافية في المجتمع المغربي. وبعد أن ذكّر مماد، خلال ندوة نظمتها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية أمس الأربعاء بأحد فنادق الرباط تحت عنوان "دور تمازيغت في تدبير التنوع الثقافي واللغوي في المغرب"، بالمسار الذي قطعته قناة تمازيغت منذ الإرهاصات الأولى وانطلاقتها والتحديات التي واجهتها، أوضح أن مشروع البث المتزامن في قناة الثامنة نقلة نوعية حقيقية في مسار " تمازيغت" كقناة شاملة عمومية موجهة إلى عموم المغاربة. محمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، لم يستحسن كثيرا فكرة البث المتزامن بالمكونات اللسنية الثلاث، حيث رأى فيها ضربا للغة الأمازيغية المعيارية، قبل أن يستدرك بالقول "ربما أفضل لو يتم تقديم البرامج الفكرية باللغة المعيارية مقابل تقديم البرامج الترفيهية والرياضية بالروافد الثلاث للأمازيغية. موضوع اللغة المعيارية في الإعلام وفي القناة الثامنة تحديدا يثير موضوع الأمازيغية في المدرسة، هكذا رد عصيد، الناشط الأمازيغي، على فكرة بوكوس، مؤكدا ضرورة الاشتغال على موضوع اللغة الأمازيغية المعيارية في المنظومة التعليمية موازاة مع قطاع الإعلام. من جهتها، ركزت الجمعية المغربية للمبدعين والمنتجين بالأمازيغية على الدور الذي لعبته قناة تمازيغت في التعريف باللغة والثقافة الأمازيغية. وقال محمد بن سيدي، نائب رئيس الجمعية المغربية للمبدعين والمنتجين بالأمازيغية، إن القناة نجحت إلى حد ما في عكس التنوع اللغوي والثقافي بالمغرب من خلال احترام ما نصت عليه دفاتر تحملات الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة المغربية التي أوصت في المادة 60 الخاصة بالتنوع اللسني بالقناة الثامنة تمازيغت على أن "تخصص تمازيغت على الاقل 70% من مدة الشبكة المرجعية باللغة الامازيغية مع مراعاة التنوع اللساني، وثانيا، بحرص المنتجين ومعدي البرامج على استضافة شخصيات من مكونات لسنية مختلفة في جل الأعمال الوثائقية والبرامج الاجتماعية والاقتصادية. في المقابل، تساءل المتحدث نفسه: هل ساعات البث الحالية والتي لم تصل بعد إلى 24 ساعة رغم أن دفاتر التحملات نصت عليها صراحة كافية لإبراز التعدد الذي يزخر به المغرب لغويا وثقافيا؟؟ مضيفا أن تدبير التنوع الثقافي واللغوي لا يهم المشاهد فقط أو المتلقي بل يهم في جانب آخر الذي يشتغل في القطاع وفي الانتاجات الأمازيغية وأن ما ينتج حتى الآن من أعمال ويتم عرضها بتمازيغت يظل غير كاف في ظل سوق واعدة وظهور طاقات فنية وتقنية كفؤة تجد نفسها في عطالة بسبب حصة الإنتاج "وهذا يدفعنا للقول بضرورة الإسراع بتوقيع العقد البرنامج لاستكمال تطبيق دفاتر التحملات بشكل كلي ورفع ساعات البث إلى 24 ساعة" يختم المصدر ذاته. يشار إلى أن مشروع البث المتزامن يقوم على إدماج الأمازيغية بروافدها الثلاث في شريط صوتي واحد فضلا عن الدارجة المغربية التي ستكون اختيارية. وستمكن التقنية الجديدة المشاهد من ال...