لَم يجد السواد الأعظم من فقهاء سوس أدنَى حرج فِي إطلاق عام الحزن على سنة 2017 لكثرة من مات فيها من العلماء الأعلام، والفقهاء الأخيار، والقراء الكبار، إنها فعلاً سنة الفقهاء، وما أدراك ما سنة الفقهاء . ولئن كان هذا أمر قدره الله لسوس؛ فإن اشتوكة أيت باها كان نصيبها أكبر من هذا المصاب الجلل، فبعد موت عدد من الفضلاء، والعلماء، والأولياء، والصلحاء فيها؛ ها نحن نودع اليوم أكبر مشاهير القراء، وخاتمة القراء السبع، يتعلق الأمر بالفقيه المقرئ سيدي الحاج محمد فقيه مدرسة بنكمود، حيث وافته المنية رحمه الله مساء يوم الإثنين 29 ربيع الأول 1439 الموافق ل: 18 دجنبر 2017 عن سن يناهز 62 سنة. نسبه: هو سيدي الحاج محمد بن علي بن الحبيب، أيت سيدي أُوعلي، الرسموكي، ويُعرف لقب أسرتهم بجدهم الأكبر أيت سيدي علي، وهو الحاج علي بن عبد الله، جاء من أسا بالصحراء إلى إزعان برسموكة، وسكن دوار "أفركلا" وبقي هناك إلَى أن توفي سنة 1296ه على الراجح، وذكر لي صديقنا الأستاذ الشريف علي لمين الجلوي أنه شريف النسب. ولادته وبداية حفظه للقرآن: يوجد خلاف فِي تاريخ ولادة الفقيه بين سنتي 1953 و 1955 ويظهر لِي والله أعلم أن الصحيح هو الأخير، لأنه دخل عند شيخه الأول سيدي اليزيد الرسموكي بأفركلا برسموكة سنة 1958 وكان عمره إذ ذاك 4 سنين على ما صرح به المرحوم لصديقنا الأستاذ: محمد أجغموم، واستمر فيه حتى وفاة شيخه المذكور، ولا يبعد أن يكون فِي هذه الفترة مستمراً في بعض المداشر القريبة لبلدته لحداثة سنه، حتى حل محل أبيه، سنة 1962 سيدي الحسين بن محمد الرسموكي، فرجع عنده مستمراً فِي حفظ القرآن إلَى حدود سنة 1962 . وظهرت نجابة المرحوم مبكراً، ولم يكمل عقده الأول حتى انتقل للمدرسة العتيقة رسموكة سنة 1964 عند سيدي علي بن الطاهر المحجوبي الرسموكي، فاستتم عنده القرآن، وبقي هناك إلَى مات شيخه سنة 1967 وخلفه ابنه سيدي محمد بن علي المندوبي 1969 وهكذا بقي المرحوم يتردد بين المدارس القرآنية ببلدته برسموكة، حتى حفظ القرآن، بل ختمه عدة ختمات. بداية المرحوم فِي دراسة القراءات القرآنية: أخبرنِي ابنه سيدي خالد، بناء على ما استمده من أبيه، ممزوجا بما هو مدون فِي كتاب: الأستاذ: سيدي محمد أجغموم حول مدرسة بنكمود؛ أن والده بدأ القراءات القرآنية بمدرسة إيكضي سنة 1971 عند شيخه سيدي مولود الرسموكي، فبدأ أولاً عنده كما جرت عادة المبتدئين فِي القراءات، بورش، ثم قالون، واستمر عنده ما يزيد على ثلاث سنوات، ثم جلس فترة ليست بالقصيرة يساعد والده في بعض الأشغال كالحرث، والحصاد، وما يجري مجرى ما ذكر. بعد هذه الفترة أي: في سنة 1973 انتقل الفقيه المرحوم سيدي الحاج محمد عند شيخه الحاج إبراهيم النومري بمدرسة بنكمود، وكان المرحوم قد قطع أشواطاً في القراءات فأحس به شيخه الجديد، لذا بدأ عنده برواية الأصبهانِي؛ الطريق الثاني لورش، بعده قراءة ابن كثير حتى تمرس فيهما، ثم انتهى بما يسمى عند القراء ب: "الاختبار" لتدقيق وجوه الرواة وقفاً، ووصلاً، آنذاك انتقل إلَى قراءة [سمَا] أعنِي: قراءة أبِي عمرو البصري، حتى مهر فيها، فزكاه شيخه سيدي الحاج إبراهيم بتزكية علمية، بين فيها دقته ومعرفته بالقراءات السبع ووجوهها، توجد نسخة خطية من تلك التزكية عند أولاده، كما أخبرني أحدهم، وترك المرحوم أثراً طيباً فِي نفس شيخه، وما زال يلهج بذكره، ويثنِي على مثابرته، حتى خلفه حياً فِي بنكمود بوصية منه، أوائل سنة 1987 بعد أن كان مساعداً لشيخه طيلة سنة 1986 كما سيأتِي. الانتقال للعلوم الشرعية: بعد أن مهر الفقيه فِي القراءات السبع، اتجه للعلوم الشرعية، فبدأ عند شيخه سيدي عمر السكتاني التآليف الأولية كالآجرومية، وابن عاشر، والجمل، بمدرسة سيدي مزال بأيت إلوكان سنة 1977 ولَم يستمر عنده أكثر من سنة، فخرج قاصداً مدرسة سيدي علي أسعيد الأخصاصية أواخر 1977 فعمل هناك مساعداً عند الفقيه، المقرئ سيدي الحاج امْحْمد ؤُلْبَشير الناصري الإفرانِي، وبقي عنده ستة عشر شهراً، فاتخذه فِي الوقت نفسه شيخه، فأخذ عنده بعض المتون المتداولة في المدارس العتيقة. ثم انتقل عند شيخه الثانِي في العلوم الشرعية سيدي الحاج إبراهيم الملكي بالمدرسة الملكية باشتوكة سنة 1980 فجال عنده جولات غير قصيرة في عدد من الفنون المتداولة وغير المتداولة، وبقي عنده أزيد من ست سنوات ينهل من معين شيخه فِي علوم مختلفة كالنقلية، والعقلية، والأدبية، حتى كاد أن يهجر القراءات، لولا أنه كان يزور بين الفينة والأخرى شيخه سيدي الحاج النومري بمدرسة بنكمود، فيأخذ عنه ما استشكله في القراءات، وربما تكون هذه المرحلة هي التِي أخذ فيها عنده قراءة البصري إقراء وتحقيقاً . وفي مارس 1986؛ أحس الفقيه سيدي الحاج إبراهيم النومري بمرض ألم به، فأرسل لطالبه النجيب سيدي الحاج محمد أن يساعده أولاً، وأخبرنِي بعض زملائنا في جنازته أنه في الوقت الذي أراد أن يخرج المرسَل من المدرسة للبحث عن سيدي محمد ليخبره بوصية الفقيه، فاجأ المرسَل بسيدي الحاج محمد جاء مصادفة ليزور شيخه، قبالة باب مدرسة بنكمود فتواردت الخواطر، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، ولو تواعدا لاختلفا في الميعاد، ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً. تحول المرحوم من مساعد مؤقت إلَى فقيه رسمي: طيلة سنة 1986 بقي الفقيه سيدي محمد مساعداً لشيخه، يصحح الألواح، ويراجع مع الطلبة أنصبة الأحزاب، ويشرف على الدراسة، لأن شيخه استمر به المرض أكثر من سنة، وسيدي محمد يتابع مهامه بكل حزم وأناة، فتولَّى الإمامة والتدريس، بل والخطابة، حتى تعذر كلياً عن شيخه القيام بمهامه، وذهب لداره، وفِي بعض الجمعات صرح سيدي الحاج إبراهيم النومري لجماعة بنكمود بأنه عجز عن القيام كلياً بمهامه، وأن الذي يفضل أن يكون خليفته هو تلميذه سيدي محمد، لدماثة أخلاقه، ومهارته فِي القراءات، وتفننه فِي العلوم الشرعية، فقرر أهل بنكمود قبوله بالإجماع، ولو لم يختره شيخه لاخْتاره أهل بنكمود، لكن من روائع هذا الاختيار؛ أنْ زادت وصية شيخه لمكانته عند الجماعة قوة على قوة. المرحوم فقهياً رسمياً في بنكمود من سنة 1987 إلَى 2017 شاءت الأقدار أن يشارط سيدي الحاج محمد في مدرسة بن كمود، من سنة 1987 حتى أتاه اليقين فيها سنة 2017 أي: ثلاثين سنة متصلة من الجهاد، والكفاح، وتدريس القرآن ومدارسته، فقد تخرج الفوج الأول عنده منذ بداية التسعينيات، واستمرت الأفواج تتوالَى طبقاً عن طبق حتى الأيام الأخيرة من سنة 2017 صحيح أن تلك الثلمة لا تسد؛ فكيف للقلوب عن آثارها تصد. منهجه فِي التدريس: تواتر عن كثير من تلامذة الفقيه رحمه الله؛ أنه رحمه الله ليس له منهج قار، وعرف متبع فِي تصحيح الألواح؛ بل يتعامل كل طالب مع مستواه، فتارة لا يضع كثرة الرموز، وأعداد الكلمات ومتشابهاتها للطالب الذي ختم إذا لَم يتدرج به شيئاً فشيئاً ليرتقيه إلَى مستغلقات القراءات وألغازها، وهكذا يؤهلهم شيئاً فشيئاً، من مدارج المبتدئين فِي القراءات؛ إلَى سلم نهايات القراءات السبع دون أن يحس الطالب أنه مر بتلك المراحل، فإذا به يجد نفسه على مشارف النهايات، صحيح أنه يحس فِي بعض الفترات بصعوبة ضبط الرموز والأرداف وكيفية تقديمها وتأخيرها، لكنه سرعان ما يتجاوز ذلك، وكما قيل: "من لم تكن له بداية محرقة، لم تكن له نهاية مشرقة". ومن أهم ما امتاز به رحمه الله؛ أنه يركز على قواعد التجويد في منهجه الدراسي فيؤكد على الاهتمام بها، ويمرن لسان طلبته على ضبطها، في وقت انعدم فيه فن التجويد أو يكاد بالمدارس القرآنية بسوس، وقد قال لي بعض طلبته: بأنه يضع القاف على الراء أثناء تصحيح الألواح إشارة إلَى الترقيق، وكذا تغليظ اللام والإدغام، والغنة، وغيرها، وينبه طلبته على تطبيقها، ويعودهم على مخارج الحروف أثناء مراجعة الألواح مع كل واحد منهم، ولذلك تجد الجمعيات والناس يختارون طلبته فِي المساجد الكبرى بجهة أكادير ويقدمونهم على غيرهم لصلاة التراويح فِي رمضان، وقد سألت مقدم الطلبة ببنكمود عن عدد الطلبة فيها الآن، فقال يوجد فيها 35 طالباً 2 منهم يقرؤون رواية المكي. وقد أحسن المجلس العلمي ومندوبية الشؤون الإسلامية باشتوكة صنعاً؛ لما قاما بتكريم هذه الشخصية القرآنية في الملتقى القرآني السنوي، ونظم المجلس العلمي قبل ذلك كذلك؛ ندوة علمية في مدرسة بنكمود حول تاريخ هذه المدرسة، وكيفيات محافظتها على القراءات القرآنية. مزجه بين التربية والتعليم: من الأمور التِي كاد أن ينفرد بها سيدي محمد؛ أنه يوصي طلبته على التشبث بالقيم النبيلة، والأخلاق الفاضلة، ويبالغ رحمه الله فِي حثهم على الحضور فِي جميع الصلوات، وقراءة الحزب الراتب، وسرعان ما انعكست تلكم الخصال الحميدة فِي أولاده، وطلبته، وكل هذه طبائع حميدة تطبعت مع نفوسهم بحكم كثرة الممارسة مع شيخهم، ووالدهم سيدي الحاج محمد فهي فطرية عند الأوليين، ومكتسبة عند اللاحقين. وما كان لتكم الأخلاق الفاضلة أن يتسم بها تلاميذه؛ لولا أنهم يشاهدونها في تصرفات شيخهم، ومعاملاته معهم مصبحين وبالليل، فسرى ذلك إلَى قلوبهم، وسرعان ما تملكت أحاسيسهم تلكم الآداب الفاضلة، الممزوجة بفضائل القرآن وآدابه، فترجموها فِي أفعالهم ألا تراهم لما بادرت أحدهم بالكلام يقول: نعم اسيدي، ويقبض يديك ليقبلها، وينحني رأسه ويتكلم بتواضع خيفة ودون الجهر، مع اضطراب ظاهر لاستحيائهم، وخجلهم، فلو لم يكن للفقيه إلا غرس هذه القيم النبيلة فِي نفوس الطلبة التِي انعدمت في هذا الزمان؛ لكفاه فخراً، فكيف لو زاد على ما ذُكر محاسن أخرى، كتدريس القرآن ومدارسته، والحفاظ على رسمه، والعناية برواياته، والاستقامة على آدابه، واتباع منهجه. وأخبرنِي الأستاذ الباحث سيدي محمد أوعمار الذي كان يحفظ القرآن عند فقيه بنكمود سيدي الحاج محمد فِي أوائل التسعينيات؛ أن الفقيه لا يضرب الطلبة إطلاقاً، ولا يرفع صوته عليهم، فقلت له عجباً كيف إذن يقوم أخلاقهم ويربيهم فقال: كانت للفقيه طريقة وحكمة في تربية طلبته منها أنه إذا تأخر أحدهم عن الصلاة يكتب له في لوحته بعد تصحيحها، الصلاة خير من الدنيا وما فيها، وإذا أحس بالطالب أنه حاول أن يفعل شيئاً يكتب له فوق لوحته: الحياء شعبة من الإيمان، أو متمثلاً بقول الشاعر: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت وإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا فكانت هذه الطريقة مؤثرة جداً في نفسية الطالب، ويكف الطالب عن ذاك الخطأ فِي حينه، سيما وأنه يقرأ لوحته على طول اليوم فتصادف عينه فيها بين الفينة والأخرى الصلاة خير من الدنيا، أو الحياء شعبة..إلخ فيدخل ذلك لقلبه، ويتأثر بوصية شيخه، فيؤدي به ذلك إلى عدم التخلف عنها، ويكون آنئذ من السابقين لها، والمداومين عليها. الاحتفاظ بلوحة جده سيدي الحبيب: ومما يدل على شدة عناية الفقيه المرحوم بالقراءات؛ أنه ما زال يحتفظ بلوحة جده المقرئ الحمزاوي سيدي الحبيب، التي صححها له الشيخ سيدي محمد الضحاكي أحد كبار القراء، ومن مشاهير تلاميذ سيدي أحمد أنجار، جد المرحوم بلمكي، ولعل سيدي الحبيب أخذ عنه لما شارط فِي تيكوين بهشتوكة، كما قال المختار السوسي في ترجمة الضحاكي. وما زالت الأسرة تحتفظ بتلك اللوحة، ويتبرك بها القراء، وعليها خطوط خطية ورموز دقيقة للضحاكي برواية حمزة، فاعتنى بها المرحوم أيما عناية، وأحاطها بما يحفظها، وغلفها تغليفاً حسناً جزاه الله خيراً . غريبة: أخبرنِي بعض الفقهاء فِي جنازته أمس؛ أن الفقيه إنسان ربانِي، وولي، وعلل تلك الأوصاف بقوله: كأنه رحمه الله علم بقرب أجله، لما بدأ يدعو فِي بعض المناسبات ببنكمود فِي بحر الأسبوع الذي مات فيه، وأطال فِي الدعاء أكثر من المعتاد، للأموات، وركز على أهوال الآخرة إلَى أن قال للحاضرين: كل الموتى يتمنون أن تذهبوا عندهم، فهلموا إذن، فهم يحبونكم، وكانت هذه الإشارات الروحية بمثابة تمهيد ومقدمات للإعلام بأجله وإن لَم يشعر بذلك الحاضرين ولا أحسوا به، فتراهم خافضين رؤوسهم، ويؤَمّنُون على دعائه بنيات صادقة، لحسن نيته، وصفاء سريرته، وليس له ظاهر رحمه الله، بل له باطن وهو ظاهر يدعو رحمه الله بفحوى نيته، وروح أحاسيسه، ولهذا يقصدون مجالسه النادرة لحصول البركة فيها، والانتفاع بها. وفاته ودفنه: لَم يمض على هذا الدعاء إلا أيام قليلة؛ حتى ألم بالمرحوم مرض خفيف يشبه نزلة برد، فمرض بسببها، وإذا أراد الله أمراً هيأ له أسبابه، فمات مساء يوم الاثنين 29 ربيع الأول 1439 الموافق ل: 18 دجنبر 2017 وصلى عليه تلميذه وأخوه الشقيق الأستاذ سيدي الحاج الحسن أيت سيدي علي، إمام مسجد زيد بن ثابت بالوفاق ببنسركاو بأكادير، مع خلق كثير فِي فسيح قبالة مدرسته بن كمود، وحُمل على سيارة الإسعاف فاتجهت به نحو مسقط رأسه. والمرء ما دام حياً يستهان به ** ويعظم الرزأ فيه حين يفتقد وتنفيذاً لوصيته؛ أمر أبناؤه بدفنه بمقبرة أجداده؛ الأسرة الفركلاوية العالمة بدوار أفركلا بقبيلة رسموكة، وذلك قيبل صلاة العصر ليوم الإثنين وولِي جثمانه هناك عدد من الخلائق يتقدمهم شيوخ وفقهاء المدارس العتيقة، وعلماء سوس، وعامة الناس، والطلبة، والصبية، وألقى الأستاذ محمد الصالحي عضو المجلس العلمي بتزنيت كلمة مرتجلة مركزة ومؤثرة داخل المقبرة بعد دفنه أقصى وسط يسار الداخل للمقبرة، ذكَّر فيها بأخلاقه الحميدة، وآثاره الحسنة مشفوعة بالدعاء الخالص له، والناس وسائر طلبته محلقين به، ويؤمنون على دعائه، وسُمِع صوت البكاء لكثير من طلبته، ومحبيه تأثراً بوفاة شيخهم، في موقف مؤثر جداً يَشيب له الولدان، وتخر له الجبال هداً، وبالجملة فأخبار الرجل ذكرها باستفاضة الأستاذ أجغموم في كتابه: عن مدرسة بنكمود فليراجعه من شاء فإنه مهم جداً في بابه، من صفحة 223 إلَى صفحة 246 اللهم أجرنا في مصابنا، فالله يعظم أجركم فيه، ويلهمكم الصبر والسلوان، وبشر الصابرين الذين إذا أصَابتهم مُصيبه قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عَلمهم صَلواتٌ من رَبهم وَرَحمة وأولئك هُمُ المهتدون".