في هذه المقالة المسلطة لبعض الأضواء على حالة "النكبة" التي تتخبط فيها بني بوزرة ، يكفي الموقع أنه يثير من حين لآخر الحالة الخطيرة المتخبط فيها عدد هائل من ساكنة إقليمشفشاون دائرة بواحمد ، في "الثلث الخالي" المسمى تاريخيا ببني بوزرة" القبيلة التي لعبت من الأدوار الطلائعية ما يشهد لأهلها بالريادة في مجالات العلم و الجهاد و التصوف و الصنائع و الحرف و الفلاحة و الصيد البحري و غيرها ، مما يصيب الملاحظ بالإحباط و الهذيان عندما يرى حالة البوزراتيين الفضيعة الحاطة من الكرامة الآدمية . في استطلاع ميداني ، دأب أعضاء في هيئات صحافية و مدنية القيام به ، في ربوع جماعات كثيرة ، تنتمي ترابيا للجهة الشمالية من المغرب ، وقف صحافيون و جمعويون على اختلالات بالجملة ، تشهدها جماعة بني بوزرة ، على مستويات عدة ، من بنية تحتية و مرافق اجتماعية و إدارات عمومية ، هذا بالرغم من "اعتلاء" كرسي الجماعة شخص مثقف و إطار يعتبره البعض من نخبة المنطقة . أخذ الطاقم الصحافي خاصة على عاتقه ، مهمة الكشف عن كثير من الخبايا المتعلقة بتلك الاختلالات ، التي تضرب في العمق الحياة اليومية للمواطنين ، مشتغلا على التحقيق كل مرة في تجل من تجليات معاناة الساكنة . لم يكن الوصف مبالغا فيه جماعة منكوبة و إنما هو صورة تقريبية مختزلة ، تخضع الشأن العام السيئ بالجماعة ، إلى فحوصات تصف الأدواء و تقترح الحلول ، الوقائية و العلاجية ، إنقاذا لأبناء المنطقة مما يتخبطون فيه ، و درءا لأساب الهجرات الجماعية المتتالية نحو المدينة ، بدافع الأزمة الخانقة و الفقر المدقع و انعدام المرافق و و تدني الخدمات الصحية و الاجتماعية و غياب البنية التحية ، تلك هي أسباب تؤدي بالضرورة لهجرة عشوائية نحو المدينة ، تزيد من فضاعة المشاهد التخلفية الموجودة في المدن ، أو إلى موت بطيئ / سريع لأبناء المنطقة تحت تأثير استهلاك المخدرات ، و تأثير الفراغ القاتل و تأثير الجهل و الخوف و الفقر و الجوع . إن جماعة بني بوزرة ، جماعة منكوبة بكل المقايسس و المعايير التنموية و التحضرية ، و يتقاسم مسؤولية ذلك ، مجلس الجماعة الكشلول جل أعضائه و السلطة المحلية و مندوبيات الوزارات ، و الساكنة و جمعيات المجتمع المدني ، و يتوزع حجم المسؤوليات حسب النفوذ و الصلاحيات . و بالاختصار المفيد يقول المثل "ما حك جلدك مثل ظفرك" ، إذ كيف ستحدث تنمية حقيقية و أغلب الساكنة نائمون متخبطون في العبث و الآجدوى ، بل و حتى الذين يحسبون على طليعة المنطقة لا يجيدون في ممارساتهم اليومية سوى "ثقافة التبركيك" و "التبنيديق" و "التسمسير" ، و التلاعب و المتاجرة بمصالح الساكنة المغفلة ، في غياب كلي لمجتمع مدني و حقوقي قوي و مؤهل لخوض معارك المبادرات التنموية التطوعية ، و قادر على مواجهة لوبي الفساد و الإفساد الذي غرسته في المنطقة عقليات "حكمت" المنطقة في العقود الأخيرة من الزمن الرديئ ، على مستوى السلطة المحلية و المجالس المنتخبة على حد سواء . فهل من الممكن أن نقول بأن سلطات بواحمد دائرة و جماعة و قيادة لم تنصت بإمعان للخطاب الملكي السامي الأخير ، حتى تقوم بما يلزمها و أكثر تحريكا للمياه الراكدة و تحفيزا لفعاليات المجتمع المدني المحلية و مصالحة مع ماض رديئ فوتت فيه فرص تنموية كبيرة على المنطقة ، و هل يمكن أن نوجه لها أصابع الاتهام من جديد بعدم قيامها بواجبها كاملا اتجاه المجتمع ، إلم نر للتنمية أثرا ، و هل ستواصل سلوكاتها المقوضة لدعائم دولة الحق و القانون ، المتمثلة في نسج علاقات أخطبوطية مع لوبيات الفساد ، و الشطط في استعمال السلطة ، و استغلال النفوذ و تغليب المقاربة الأمنية المتشددة الخاطئة على حساب المقاربة التنموية ، الفاسحة لمجال الفعل أمام الجميع و الميسرة للمساطر و المقربة للمسافات ، بدلا من إجهاض كل ما من شأنه خدمة الوطن و المواطنين ، فقط ردا للفعل ضد عنصر نشيط أو انتقاما ليس إلا .؟؟