الوقت الذي انتظره طلبة قاع أسراس جماعة تزكان إقليمشفشاون الاعلان عن نتائج لائحة الممنوحين ، صعق الجميع وصدم بحرمان العشرات، ورميهم نحو مصير مجهول يهدد مستقبلهم الجامعي ويحبط آمالهم وآمال آبائهم من هذا الدعم الذي يعد خطوة نحو انقاذ الموت الجامعي . جماعة تزكان تعاني من الفقر و التهميش، ارتفاع نسبة كبيرة من معدل الهدر المدرسي، انفلات آمني كبير عرفته المنطقة مؤخرا . غالبية الساكنة تنشط بقطاع الصيد البحري التقليدي، فيض من مشاكل لا تكفي؛ رغم ذالك تم عمدا اقصاء غالبية الطلبة من هاته الجماعة القروية بإقليمشفشاون من منحة التعليم العالي . اقصاء ممنهج ومتعمد لطلبة من تقارير حول الوضعية الإقتصادية لأبناء البحارة شابه مغالطات كبرى بأرقام خيالية . كل الأسباب واضحة يتم أخذها بعين الإعتبار، بل مازاد الطين بلة هو أن ساكنة قاع أسراس مخولها الوحيد والأوحد الصيد البحري . العشرات من الطلبة لم يتم إدراج أسماؤهم في قائمة الممنوحين بإقليمشفشاون، نظرا لملفات وتقارير سلطوية انجزت، فحددت سقف المدخول السنوي يفوق 20 الف درهم لكل اسرة، علما بعض الأسر يتيمة وفقيرة تعيش من دعم عائلتهم . لكن ماذا عن المحرومين من أبناء قاع أسراس الذين رفضت ملفهتم وأهملت بإقليمشفشاون ؟ أليسوا مغاربة يحملون من المواطنة ستة أرقام وحرفين ؟ أمر القبول أو الرفض يتم بتزكية من المسمى " المقدم " أو " الشيخ " الذي سلط ليكون عونا بوزارة الداخلية . فكيف يعقل في مغرب جديد بدستور فاتح بوليوز 2011 يحدث هذا. ليست مصادفة عدم منح الطلبة منحهم، بل هي سياسة تنويم وحروب خفية . كيف سيتصرف أبناء قاع أسراس اليوم بحرمانهم نهائيا من هذا الامتياز لأسباب تضل مجهولة رغم ان الحالة المادية لأسرهم تبقى غير كافية لسد حاجيات العائلة خصوصا ان كان هناك اكثر من طالب في نفس العائلة ولعل ما يزيد من مرارة المعاناة النفسية خصوصا لدى الطالب والعائلة هو عندما نجد طلابا اخرين من معارفهم قد حالفهم الحظ واستفادوا من هذا الامتياز رغم ان ظروفهم العائلية جد حسنة، ان لن نقل ميسورة في بعض الأحيان . إدخال طالب في سن الشباب في غمار واقع الحرمان من المنحة، من شأنه خلق انعطاف سيئ على مردوديته العلمية، و دفعه إلى إعادة تقسيم أوقاته بين الوفاء لمتابعة دراسته الجامعية، و البحث عن فرص عمل لخلق نوع من التوازن المطلبي لسد الحاجيات، وبقاع أسراس الأمر مستحيل لغياب معامل ومرافق للعمل، أو الدخول في متاهات و انحرافات خطيرة تبعده عن جادة الرسالة التربوية و الأكاديمية التي من المفروض أنه دخل للجامعة بحثا عنها. اليوم إقصاء عشرات الطلبة الذين يتابعون دراستهم بالتعليم العالي من المنحة الجامعية كأبسط حق من حقوقهم، كطلبة ينحدرون من مناطق نائية وجلهم من أسر فقيرة . حتى دون الاستفادة كذلك من الإقامة في الأحياء الجامعية. بهذا الصدد وجه طلبة غير ممنوحيين الاتهامات مباشرة لآعوان السلطة المحلية والمصالح الاقليمية التي تدبر لوائح المنح، وداعت السيد عامل إقليمشفشاون إلى فتح تحقيق و تطبيق القانون ومحاسبة من تسول لهم أنفسهم التلاعب بملفات المنح الجامعية . وقال الطلبة المتضررين انه “اقصاء غير مبرر”، و من حقنا الحصول على المنحة، على الرغم من كونهم ينتمون إلى فئات اجتماعية هشة. وان المعايير التي توزع بها منح بإقليمشفشاون “غير منصفة”، وتسببت في “حرمان العديد منهم من المنحة، على الرغم من حاجتهم الملحة إليها” ، ويطالبون من عامل شفشاون بإنصافهم وإيجاد حل لمشكلتهم واستجابة لشكاياتهم .