بكثيرٍ من التذمّر يتحدّث سكّان جماعة " تزكان " خاصة بمركز قاع أسراس المنتمي لإقليم شفشاون عن المستوصف المحلّي لمنطقتهم ، وعنِ الخدمات الاستشفائية التي يُقدّمها للمرضى الوافدين عليه يوميا ، وغياب مراقبة مندوبية وزراة الصحة بشفشاون . و ما يُثير غضب أهل غمارة من مستوصفهم الصحّي الوحيد ، تأخّر المواعيد ، ويقول أحدهم "واخّا تْسنّا مليون ساعة ما توصلكش النوبة" نظرا لضعف الموارد البشرية الطبية . مشاهدَ داخلهِ تُعبّر بجَلاء عنْ أنّ المستوصف الصغير والذي يوجَدُ في قلب الجماعة الغمارية التي يزيدُ عدد سكّانها على 14 ألف نسمة، بحاجة إلى من يُعالجه أوّلًا ، ليَكُون مُؤهّلًا لعلاج المرضى الذين يفِدون عليه. حالةٍ سيّئة للغاية ، وفي كلّ مكانٍ لا تتْعبُ العيْن كثيرا لتعْثُر على مشاهدَ مُنفّرة ، تجْعَل المرْءَ يتساءل عمّا إنْ كانَ داخل مؤسسة صحّية يُفترضُ أنْ توفّر للمرْضى مُنَاخا لائقا للعلاج أمْ في مكانٍ آخر . إلى جانبِ السريرِ الوحيد بالمستوصف الذي يرْقُدُ عليه "المريض " غارقاً في الصّمت ولا يتحدّث إلى أحَدٍ ، حيث هو ُ سريرٌ مكسوٌّ بلحافٍ "أبيض" وتظهرُ عليْه بُقَع كبيرة لآثار دمٍ يُفْترض أنّ مريضا مَا مرّ على السرير وخلّفَ دماءه دون أن يتمّ تغيير لحاف السرير . أغطية تحمِلُ شعار وزارة الصحّة قديمة وغيْر مُرتّبة جيّدا ، وتبْدو للناظرِ أشبَهَ بأسرّة "سِجْن" وليسَ أسرَّة مستوصف صحّيٍّ عمومي يوجَدُ في قلْبِ منطقة " قاع أسراس. أمّا ما يُثير الانتباه بشدّة ، ويُثير كثيرا من علامات استفهام، فهو مشهد لوزامَ طبّية مُستعملة مرميّة داخلَ القاعة ، مَعَ ما قدْ يشكّله ذلك من خطرٍ على صحّة المرْضى ، أو ذويهم ، حيث توجَدُ حُقن مُستعملة مرمية ، وإلى جانبها لصاقٌ طبّي مستعمل ، وقُفّازٌ طبيّ مستعمل مرميّ بدوره على الأرض ، وهو ما يطرح علامات استفهام كثيرة حوْلَ مَدى توفّر شروط السلامة الصحية داخل المركز الصحّي ، كما يَطرح الوضع داخل "قاعة الفحص " سؤال النظافة . وفي جُمْلة معبّرة، حينَ من تسأله عن المشاكل التي يتخبّط فيها المستوصف يقول "الحالةُ التي يوجَدُ عليها المركز لا تحتاجُ إلى أيّ تعليق" ، موضحا أنّ افتقاره لإمكانيّاتٍ لعلاج المرضى يجعل أهل الجماعة مضطرّين إلى التنقّل إلى تطوان . في الاخير يُطالبُ سكّان جماعة تزكان بإيلاء العناية اللازمة للمستوصف ، وتعزيزه بإمكانيات ومواردَ بشرية ، تُسعف على تقديم خدماتٍ لائقة للمواطنين .