الرحمة كلمة لها مدلول لغوى يحوى داخله التسامح والتعاون والبر والكثير من المعاني السامية الأخرى. لكن لها مدلول آخر أعمق من كونها فضيلة نتكلم بها وهو أن تتحول هذه الكلمة إلى قيمة ومن ثم إلى مؤسسة اجتماعية ومن ثم إلى عوائد مادية ونفعية تعود على المجتمع بالرخاء. لأن الشريعة الإسلامية شريعة مجتمعية نزلت في جزء منها لتضع الهيئة النهائية للعبادات وفى اغلبها هي شريعة مجتمعية تنظم حياة وتعاملات وسلوك الناس وترتقي بهم ليكونوا مؤهلين لنيل رضا الله تعالى وتبعاته في الدار الآخرة. كل قيمة في الأديان السماوية لها مدلول نظري وتطبيق عملي هو في الأصل عمق هذه القيمة وبدون تطبيق المدلول العملي للقيم الدينية تتحول الأديان إلى مجرد نصوص يمكن أن تهزما القوانين ونظم المجتمعات الأرضية.