أتذكر حين أتيتك ذات خريفٍ وما في يدي صولجانٌ ولا ذهبٌ وما في الوفاضِ سوى بعض دمعٍ وبعض قصائد غائمةٍ فانسدلت علىّ سماء بياضٍ وداليةً للهديل وأندلساً في إهاب جديد فقلت: هو المهرجان . إذن أينكم يا نوارس أندلسٍ يا شُدادة البرابر هذا هو العرش ثانية بين طلّك... يا نخلتي.. المصطفاة؟ أتذكر حين أتيتك في موكب ناكس الرّأسِ منكسر الرّوحِ في صُفرةِ الميتينْ فانبسطتِ على الأرضِ لي غرفة .. في مدى البحرِ ذاهبة ً في السّماء وكانت -كما يخرِصُون- مسورة بالبنادق ضيقة مثل قطرة حبرٍ مهيّأة ً لأكون السجين فكنت الطليق وكنت لي المُهر همتُ به في المجاهلِ أستبق الرّيح حيناً وأستبق الحُلمَ حيناً وفي كلِّ حينٍ أعود بشاردةٍ متفرِّدة في البهاءْ أتذكر حين أتيتك ملتحفاً بالمساءِ وكنت بقايا على ظاهر اليد أو فوق ماءٍ فوشّيتنِي في يديك حديقة ورْدٍ وما شئت من شجرٍ وغناءٍ ووشّيتني مرّة ثانية في بياضِ البرانِسِ سيفاً صقيلاً وخيلاً مسوّمةً وفوارس عادت من الحربِ مثقلةً بالسلامْ ووشّيتني مرّة ثالثة في سقوف المساجد فوق القباب الوطيئة في أغنيات الجبال نجمةً لا تمسُّ الغيومُ ذؤاباتها أو تطول إليها يد المستحيل.. فيا نخلتي المصطفاةَ سلاماً عليكِ سلاماً وإن كنت في منزل القلب منكِ مُقيماً مُقيماً الى أبد الشعراء حاشية عن إشبيلية عن مراكش عن أغمات قالت اعتماد – حين حضرتها اليقظة -: وأنا لا أذكر يا أختي أغماتْ سوى نورين شمساً تطلع في وجه المعتمد المعشوق إذ ا وسّد طيفي في عينيه وإذا قال وأفحم أخبار الطير ثم فجراً يطلع في كفك يا أُختي أغمات فأرى المشي على المسكْ وأرى الدمع على النهر غصنين من الجذع الواحد.