26 شتنبر 2019، افتتحت وحدة تصفية الدم بمركز علاج الأمراض المزمنة بحي بير "الشيفا" بطنجة من أجل تقريب العلاج لمرضى القصور الكلوي من محدودي الدخل بعدد من أحياء مدينة البوغاز. وجاء افتتاح هذه الوحدة، التي تروم تخفيف الضغط على مراكز تصفية الدم بمدينة طنجة، في إطار مشروع تنموي ضمن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة طنجة-أصيلة، بتعاون مع المندوبية الإقليمية للصحة وجمعية النور لمرضى القصور الكلوي وتصفية الدم بطنجة. وتضم الوحدة، التي تقع بمركز علاج الأمراض المزمنة "بير الشيفا" الذي تطلب بناؤه غلافا ماليا بقيمة تصل إلى 5,8 مليون درهم وتم تجهيزه ب 5,2 مليون درهم، على الخصوص قاعة لتصفية الدم وقاعة للممرضات وقاعتين للاستشارة الطبية وصيدلية وقاعة للانتظار ومخزنا للمواد المستعملة في عملية تصفية الدم. وأبرزت المكلفة بالتواصل بقسم العمل الاجتماعي بعمالة طنجةأصيلة، مريم غرناطي، أن هذه الوحدة، التي تم افتتاحها في شتنبر من العام الماضي، مكنت من تقريب الخدمات الطبية للفئات الهشة من مرضى القصور الكلوي بمدينة طنجة، وساهمت في توفير العلاج الضروري لها، مبرزة أنها نجحت أيضا في تقليص لائحة المرضى الراغبين في الحصول على العلاج. وتجسد هذه الوحدة فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الرامية إلى تقريب تقديم الخدمات الأساسية، خاصة الخدمات الصحية، للفئات الهشة من المجتمع، حيث أنها خلال العام الأول من اشتغالها ساهمت في تحسين مؤشرات الخدمات الصحية بالمناطق المستهدفة. كما استفادت هذه الوحدة، التي تبلغ طاقتها الاستيعابية القصوى 100 مريض أسبوعيا، من دعم بقيمة مالية تصل إلى 200 ألف درهم برسم سنة 2020 من أجل تغطية جزء من تكاليف نفقات التسيير وضمان استمرارية الخدمات لفائدة مرضى القصور الكلوي. من جانبه، أوضح مدير جمعية النور لمرضى القصور الكلوي لتصفية الدم بطنجة والمكلفة بتسيير الوحدة، رشيد حموش، أن هذه الوحدة تستقبل حاليا 40 مريضا والإدارة تعمل على إدماج المرضى المتواجدين في لائحة الانتظار بشكل تدريجي بتنسيق مع باقي الشركاء، موضحا أن الإدارة تطمح إلى القضاء نهائيا على لائحة الانتظار أخذا بعين الاعتبار ضرورة الحصول على العلاج بشكل متواصل للمصابين بهذا المرض المزمن. ويبقى هذا الطموح هدفا يعمل الشركاء على تحقيقه من خلال البحث عن حلول لزيادة عدد الموارد البشرية العاملة بالمركز، والتي تضم في الوقت الراهن 19 إطارا طبيا وشبه طبي، يضم على الخصوص طبيبا رئيسيا وطبيبة متخصصة في أمراض الكلى وتصفية الدم وعددا من الممرضين. وأفادت الطبيبة الاختصاصية في أمراض الكلى وتصفية الدم وزراعة الكلى، مريم الزياني، بأن المركز يستقبل حاليا 40 مريضا، يتلقى كل واحد منهم حصتي تصفية في الأسبوع، تستغرق كل حصة بين 4 ساعات و4 ساعات ونصف، متوقفة عند الجهود الرامية لإدماج مزيد من المرضى في البرنامج العلاجي بشكل تدريجي بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا وبسبب الخصاص في الموارد البشرية. وشددت على أن بلوغ الوحدة لطاقتها القصوى، أي 100 مرض، يتطلب مزيدا من الموارد البشرية، سواء في الطاقم الطبي أو شبه الطبي، لأن عدد العاملين في الوقت الراهن يكفي بالكاد للعناية بالمرضى الحاليين. عدد من المستفيدين من خدمات وحدة تصفية الدم أعربوا عن امتنانهم لافتتاح المركز الذي قرب بشكل كبير خدمات تصفية الدم لمرضى القصور الكلوي المنحدرين من عدد من الأحياء الشعبية بمدينة طنجة، خدمات تمتاز بجودة عالية تعكس مستوى مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.