تطوان – في الحوار التالي يجيب المدير الإقليمي للتربية الوطنية بتطوان، فؤاد الرواضي، عن الخصوصيات التي طبعت الدخول المدرسي 2020 – 2021 في سياق جائحة كورونا، وتوسعة العرض التربوي واختيار النمط التعليمي المعتمد بكافة المؤسسات المدرسية، ومدى مرونة الانتقال بين الأنماط التعليمية حسب تطور الوضعية الوبائية، وإشراك كافة مكونات المنظومة التربوية لإنجاح الدخول المدرسي بإقليمتطوان 1 – ما هي الخصوصيات التي طبعت الدخول المدرسي الحالي وأية تدابير تم اتخاذها من قبلكم لتنزيل البروتوكول الصحي المعتمد من لدن الوزارة الوصية ؟ بداية لا بد من التذكير بالمجهودات المبذولة على مستوى الارتقاء بجودة التعلمات وتوسيع العرض المدرسي على مستوى الإقليم، في هذا الاطار، تم هذه السنة اعتماد 16 مؤسسة تربوية جديدة، سيكون لها أثر طيب جدا على مستوى الارتقاء بجودة التعلمات ومحاربة الهدر المدرسي، خصوصا في المناطق القروية. تم افتتاح 5 داخليات وثانويتين تأهيليتين و3 ثانويات إعدادية بالوسط القروي و6 مدارس ابتدائية، بالتأكيد سيكون لها أثر كبير على مستوى تشجيع التمدرس، خصوصا في صفوف الفتاة القروية. كما يعرف الجميع، ألقت جائحة كوفيد 19 بظلالها على الدخول المدرسي، والوزارة اتخذت سلسلة من التدابير الوقائية لضمان الحق في التعلم وضمان دخول مدرسي آمن بالنسبة لكافة التلميذات والتلاميذ. أصدرت الوزارة مذكرة تأطيرية ألمت بكافة الجوانب، التربوية والتدبيرية المتعلقة بالبروتوكول الصحي، والتي أخذت المديرية الإقليميةلتطوان على عاتقها التنزيل الأمثل لمبادئها المرجعية، واتخاذ كافة الاحتياطات بالمؤسسات التعليمية. في هذا الباب، باشرت المديرية الإقليمية بعقد سلسلة من الاجتماعات التهييئية منذ العودة إلى مقرات العمل، فعقدت اجتماعات مع المفتشين والمديرين لتهييء أمثل للدخول المدرسي وبحث السبل المثلى لتنزيل سلس للبروتكول وتحقيق الأهداف مرجوة منه. تم بدءا اعتماد نمط التعليم عن بعد، لكن تم فتح الباب لكافة الأسر للتعبير عن رغبتها في الاستفادة من التعليم الحضوري بالتناوب، حسب إكراهات ورغبة كل أسرة. على مستوى إقليمتطوان، عبرت 85 في المائة من الأسر عن رغبتها في الاستفادة من التعليم الحضوري، فكان لزاما علينا كمديرية الاستجابة للطلب، وبالتالي تم فتح باب كافة المؤسسات، مع مواكبة القرار بمجموعة من التدابير الاحترازية لتأمين التحاق التلاميذ بفصولهم الدراسية بشكل حضوري، بما فيها عملية التفويج وإعداد جداول الحصص وآليات التعليم بالتناوب الذي يعتمد في جزء أساسي منه على التعلم الذاتي في المنازل. هناك شق أساسي آخر يهم توفير كافة مستلزمات التعقيم على مستوى المؤسسات، هذه الأخيرة صارت تملك الآن العدة اللازمة لتعقيم الفضاءات والحجرات والمرافق الصحية وتطهير الأيادي. 2 – ما هو نمط التعليم المعتمد بالمديرية الاقليمية لتطوان ؟ وهل تم الأخذ بعين الاعتبار مرونة الانتقال بين الأنماط التعليمية حسب تطور الوضعية الوبائية بالإقليم؟ أفرزت الاستثمارات التي ملأها أولياء الأمور بمختلف المؤسسات التابعة للمديرية الإقليمية أن حوالي 85 في المائة من الأسر اختارت التعليم الحضوري، بطبيعة الحال عملت المديرية على وضع الترتيبات اللازمة لاستقبال التلاميذ من حيث توزيع الأساتذة وجداول الحصص وتوفير المستلزمات الصحية. بخصوص فئة التلاميذ الذين عبروا عن رغبتهم في الاستفادة من التعليم عن بعد، فقد وفرت المديرية كافة المستلزمات لتمكين هؤلاء التلاميذ من الاستفادة من حقهم في التعليم بمنازلهم، في هذا الباب تم فتح أقسام افتراضية، إلى جانب الموارد الأخرى التي وفرتها الوزارة والتي ستبث على القنوات الرسمية، من قبيل مسطحات "تلميذ تيس" وفتح الأقسام الافتراضية للتلاميذ الراغبين في الاستفادة من التعليم عن بعد. وشكلت الأيام التواصلية فرصة للتلاميذ للتعبير عن رغبتهم في اختيار هذا النمط التعليمي والاطلاع على كيفية الولوج إلى الأقسام الافتراضية والاستثمار الأمثل لكافة الإمكانيات التي توفرها المسطحة. الوضعية الوبائية اليوم على مستوى إقليمتطوان مستقرة، ما مكن من فتح كافة المؤسسات أمام التلميذات والتلاميذ، وهي وضعية تبقى قابلة للتطور، وكمديرية وضعنا كافة الترتيبات لتحريك كل الموارد والآليات المتاحة لضمان التعليم في حال تفاقم الوضع، كتعميم التعليم عن بعد وفتح الأقسام الافتراضية لتمكين التلاميذ من التعلم من منازلهم. 3 – كيف يمكن إشراك الأطر التربوية والتلاميذ في هذا الواقع البيداغوجي والتنظيمي الجديد ؟ جاء في المذكرة الوزارية أهمية إشراك الأسر في اختيار النمط التربوي والآليات المعتمدة على مستوى كل مديرية من أجل ضمان قرار تربوي سليم وملم بكافة الجوانب، وخاصة الإكراهات المهنية والتقنية والصحية للأسر، والتي كان لزاما علينا أخذها بعين الاعتبار. تم إشراك الأطر الادارية والتربوية والانفتاح على المفتشين لإشراكهم بشكل فعال في اختيار النمط التربوي الذي سيتم اعتماده بالمديرية الإقليمية. هي مجهودات جعلتنا نشرع في دخول مدرسي سلس برؤية واضحة لكافة المتدخلين. وبالنسبة للأساتذة، ووفق مضامين المذكرة، فقد تم إشراكهم ضمن مجالس التدبير في اختيار النمط التربوي المعتمد على مستوى المدرسة، حيث استفادوا من كافة الموارد لإنجاح العملية. الأيام التواصلية مكنت التلاميذ من الاستفادة من حملات تحسيسية لزيادة وعيهم بسياق الجائحة وخطورة الوباء، لا سيما الالتزام بالإجراءات الاحترازية وتفادي بعض السلوكيات التي قد تتسبب في نقل العدوى لهم ولأسرهم. وتم الانفتاح في الأيام التواصلية على كافة الفعاليات من بينها جمعيات الآباء التي كان لها دور فعال لإنجاح الدخول المدرسي.