عاشت مدينة شفشاون، نهاية الأسبوع، على وقع حفل صوفي للمديح والسماع نظمته المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين – فرع شفشاون – وأحيته أجواق وفرق محلية بمسرح الهواء الطلق بالقصبة الأثرية بجوار ساحة وطاء الحمام التاريخية. وعرفت فعاليات هذا الحفل الصوفي تقديم معزوفات من التراث المحلي من أداء مجموعة الطائفة العيساوية، برئاسة المقدم عبدالسلام السريفي، تخللتها رقصات تراثية. وتمكن العرض الفني الصوفي المشترك من جذب أعداد غفيرة من الجماهير، حيث ساهمت فيه ثلاث فرق فنية محلية، وهي “الجمال المحمدي للسماع والمديح” والمجموعة الصوتية النسوية “الزهور” التابعة لفرع شفشاون للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين، و”جوق المعهد الموسيقي” بشفشاون، برئاسة الفنان العياشي الفاسي. وعبر وصلات في فن المديح والسماع، شنفت هذه المجموعات آذان الحاضرين ومسامعهم، وتغنت بأذكار ربانية، وأمداح في مدح خير الخلق رسول الله (ص) وبفضائل شهر رمضان الفضيل، حيث ساهم خيرة العازفين بشفشاون في إذكاء واسترجاع جمالية الموروث الموسيقي الصوفي والأندلسي المشترك، الذي كانت منابعه ومدرسته الأولى الزوايا الصوفية. من جهة أخرى، شاركت في هذا الحفل الغنائي مجموعة الفوانيس، برئاسة الفنان عبد العالي عبد الصمد، حيث قدمت هذه الفرقة الغنائية المكونة من شباب وفنانين مخضرمين، مختارات غنائية من اللون الطربي لفن الطقطوقة الجبلية، استوحت أنغاما روحية عريقة من فن المديح، خاطبت الانسان والمكان. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرزت رئيسة المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين – فرع شفشاون، السيدة سعيدة بن عياد، أن هذا الحفل الصوفي، الذي دأبت على تنظيمه كل شهر رمضان، تتوج به اختتام الأمسيات المتنوعة، التي “ننظمها وتستهدف الأشخاص المكفوفين المنخرطين، وذويهم وجمهور مدينتنا، من أجل إذكاء روح التضامن والتكافل من طرف المجتمع في أوساط فئات المكفوفين.” وأوضحت السيدة بن عياد أن فرع المنظمة، في إطار برنامجه السنوي، يساهم في تقديم الدعم الاجتماعي للمكفوفين، من خلال دعم الأنشطة التنموية المدرة للدخل وتسويق منتجاتهم اليدوية، خاصة النسيج التقليدي، لضمان عائدان مادية لفائدتهم. وأضافت المتحدثة أن ذلك “تحقق بفضل المشروع التنموي الذي أنجز بدعم من عدد المؤسسات العمومية والذي كان له الأثر الايجابي في تكوين فئة من المكفوفين.” وتميز هذا الحفل الختامي بتكريم عدد من الفنانين المحليين، وتسليم جوائز تقديرية لعدد من التلميذات اللواتي حصلن معدلات عالية بمختلف الشعب التعليمية بإقليم شفشاون.