برمجت المديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، سلسلة من اللقاءات التحسيسية والتكوينية حول أهمية المحافظة على مياه السقي وتقنيات الري الحديثة. وتروم هذه اللقاءات، التي تجري بشراكة وتنسيق مع المديرية الجهوية للفلاحة والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي اللوكوس، تحسيس المزارعين ومهنيي الفلاحة بأهمية اعتماد التقنيات الحديثة للسقي بالتنقيط، والتي تساهم بشكل فعال في اقتصاد مياه الري، خاصة في هذه الظرفية المناخية المتسمة بشح التساقطات المطرية. في هذا السياق، نظمت المديرية الجهوية للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، أمس الأربعاء بجماعة العوامرة بإقليم العرائش، مدرسة حقلية لفائدة مجموعة من فلاحي المنطقة حول تقنيات الري المساهمة في الحفاظ على الفرشة المائية واقتصاد مياه الري. وأكد سعيد التريبي، المدير الجهوي للاستشارة الفلاحية، في تصريح صحفي، أنه في إطار تنزيل البرنامج الاستعجالي لمواجهة نقص التساقطات المطرية، كان للمكتب تدخل ميداني بالعرائش عبر تنظيم مدرسة حقلية في كيفية الاقتصاد في مياه السقي، موضحا أن هذا التدخل، الذي لقي استحسانا من لدن المزارعين، تمحور أساسا حول تطوير تقنيات الري بالتنقيط. وسجل أنه جرى بتنسيق مع المديرية الجهوية والمديريات الإقليمية للفلاحة والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي اللوكوس برمجة أزيد من 130 يوم ولقاء تحسيسي للتوعية بأهمية الاقتصاد مياه الري، وهي المبادرات التي ينتظر أن تتزايد تماشيا مع تنزيل البرنامج الاستثنائي للحد من آثار تأخر التساقطات المطرية، موضحا أن هذه اللقاءات تندرج ضمن البرنامج الوطني لاقتصاد مياه الري الذي تنفذه وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات. في السياق ذاته، ذكر سعيد التريبي بتهيئة 12 نقطة لتوزيع الأعلاف المدعمة بمشاركة حوالي 18 مستشار فلاحي وموظفي المديريات الإقليمية للعمل على إيصال الأعلاف المدعمة إلى الكسابة ومربي الماشية بكافة تراب الجهة. من جانبها، أوضحت غيثة نظير، رئيسة مصلحة تفعيل الاستشارة الفلاحية بالعرائش أنه تبعا للتعليمات الملكية وفي إطار تنزيل البرنامج الاستثنائي للحكومة للحد من آثار التساقطات المطرية والتخفيف من تأثيرها السلبي على النشاط الفلاحي، تعمل المديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية على تنزيل برنامج تحسيسي لفائدة الفلاحين بمختلف الأقاليم بالجهة. في هذا السياق، أشارت إلى أنه تمت برمجة 130 يوم دراسي وتكويني لفائدة الفلاحين بالجهة في إطار بالبرنامج الوطني لاقتصاد مياه الري، من أجل توعية المستفيدين بأهمية الحفاظ على الفرشة المياه من الاستنزاف والتلوث وصيانة شبكة الري بالطريقة الملائمة وفي الوقت المناسب، متوقفة عند أهمية هذه المبادرات التوعوية في هذه الظرفية المتسمة بشح التساقطات والتي لم يعرفها المغرب منذ 40 سنة، والرامية إلى حث المزارعين لاعتماد الري بالتنقيط لفعاليته الكبيرة ودوره في اقتصاد المياه. وذكرت بأن وزارة الفلاحة تعمل منذ سنوات على تنزيل برنامج وطني خاص بتجهيز الضيعات، سواء في إطار فردي أو جماعي، بأنظمة السقي بالتنقيط المعروف بقيمته المضافة وفعاليته في الحفاظ على الماء مقارنة مع باقي تقنيات السقي، خاصة السقي بالرش. وأبرز عدد من المستفيدين من هذا اليوم التحسيسي أهمية المبادرات التحسيسية والدعم المقدم لتجهيز الضيعات الفلاحية بأنظمة الري بالتنقيط، داعين إلى مواصلة دعم الفلاح، سواء لتحديث أنظمة الإنتاج، أو خلال عمليات التسويق، وتقديم دعم استثنائي لمواجهة النقص الكبير في التساقطات المطرية.