يلجأ الكثير وخاصة الشباب لتناول مشروبات الطاقة التي تمدهم بالحيوية والنشاط وتقلل من شعورهم بالتعب والإرهاق، حيث لاقت تلك المشروبات رواجا كبيرا بين فئات الشباب خاصة الرياضيين منهم والطلاب، ظنا أنها تساعدهم على استذكار دروسهم وتكسبهم مزيدا من الحيوية والنشاط، إلا أنهم يجهلون أضرار مشروبات الطاقة وما لها من آثار خطيرة على صحة الإنسان، بسبب احتوائها على مادة الكافيين التي تمنع الجسم من الحصول على فوائد الطعام، كما أنها تسبب أمراض ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين، ولذلك ينصح متخصصون باستبدال تلك المشروبات بالأطعمة والمشروبات الطبيعية، والتي تمد الجسم بالطاقة، وتكسب مزيدا من النشاط والحيوية بنفس المعدل وربما أكثر. كشف تقرير أعده موقع "بولد سكاي" الهندي، أن هناك الكثير من الأطعمة والمشروبات التي يمكن تناولها بدلا من مشروبات الطاقة، بحيث تمد الجسم بالطاقة والنشاط والحيوية بنفس المعدل وربما أكثر، ويأتي في مقدمتها ثمرة الموز، والتي وجد الباحثون أنه يمتلك نفس الفاعلية الموجودة في مشروبات الطاقة، وذلك لاحتوائه على المواد المضادة للأكسدة والألياف والبوتاسيوم وفيتامين B، تلك المواد التي يتم تحويلها في جسم الإنسان من بروتين إلى طاقة، كما أنه يحتوي على نسبة من السكريات الموجودة في مشروبات الطاقة والتي تحتوي على مواد صناعية، بالإضافة إلى أن مادة البوتاسيوم الموجودة في ثمرة الموز تحفز النبض الكهربائي في العضل لدعم النشاط، لذلك ينصح الأطباء بتناول الموز قبل ممارسة الرياضة بحوالي نصف ساعة. ووفقا لدراسة أجراها باحثون في جامعة لويس الأمريكية، فإن جزر الشمندر لها قدرة كبيرة على إمداد الجسم بالطاقة لذلك ينصح بتناولها قبل ممارسة الرياضة، حيث أن تناولها يساعد على ارتفاع مستوى نترات ملح حامض النتريك في الدم بشكل كاف، مما يؤدي إلى تنشيط العضلات المرتخية وتحسين القدرة على ممارسة الرياضة، كما أن للجرير فوائد كثيرة في إكساب الجسم القوة البدنية قبل ممارسة الأنشطة البدنية التي تحتاج إلى مجهود كبير مثل رفع الأثقال وكرة القدم، وغيرهما من الألعاب التي تحتاج إلى مجهود بدني، وذلك بسبب احتوائه على مضادات للأكسدة تحيي الجسم من تلف الحمض النووي الذي يأتي بعد أي مجهود بدني شاق، ذلك بالإضافة إلى الشيكولاتة الداكنة لاحتوائها على مضادات للأكسدة تعطي الجسم شعورا بالمزيد من الطاقة، وهي تعد أفضل من شيكولاتة الحليب التي يضاف إليها نسبة كبيرة من السكريات. أما عن أهم الأطعمة والخضروات التي تعد مصدرا هاما لإكساب الجسم الطاقة والحيوية، وتعد بديلا طبيعيا لمشروبات الطاقة، فيأتي في مقدمتها الفاصولياء، التي تعد من أهم مصادر الطاقة، حيث أنها تقلل من الشعور بالتعب والإرهاق وتجعله نشيطا، بالإضافة إلى السبانخ والخضروات الورقية بشكل عام، لأنها تعد على رأس الأطعمة الغنية بالحديد ولها فضل كبير في مقاومة التعب، وتقلل من الشعور بالتوتر وتعطي الجسم الأكسجين اللازم لمحاربة التعب، كما تعد البطاطا مصدرا هاما للطاقة لاحتوائها على البوتاسيوم والكربوهيدرات وبعض المركبات الفريدة التي تمد الجسم بالطاقة، وتكسب الإنسان نشاطا بديلا لكثير من مشروبات الطاقة، هذا بجانب المكسرات وخاصة عين الجمل الفعال في مقاومة الإرهاق والتعب ومد الجسم بالحيوية والطاقة. هذا وتأتي المياه على رأس المشروبات التي تمد الجسم بالطاقة، كونها المصدر الرئيسي لحيوية ونشاط الجسم، فعدم تناول المياه لفترات طويلة يؤثر بشكل ملحوظ على حيوية الجسم ونشاطه، كما أن شرب كميات كبيرة من المياه يقاوم الجفاف وينشط الجسم ويتخلص من السموم، ويمكن تغيير طعم المياه بإضافة بعض شرائح الفاكهة كالتوت والفراولة، كذلك عصير البرتقال فهو يعد مصدرا هاما لفيتامين C الذي يمد الجسم بالطاقة، كما يقلل من شعور الجسم بالتعب، أيضا عصير الجوافة يماثل البرتقال من حيث الفائدة، بالإضافة إلى الألياف الطبيعية التي تحتويها الجوافة، والتي تساعد في عملية الهضم، وعصير الموز باللبن فهو يحتوي على كميات كبيرة من السعرات الحرارية التي تمد الجسم بالطاقة ويعمل على بناء الأنسجة، كذلك عصير التوت، والذي يعد من المشروبات المفيدة لأنه يقلل من التهابات العضلات، ويمكن تناوله عند الذهاب لممارسة الرياضة. وعن الأضرار التي تسببها مشروبات الطاقة، فقد كشفت دراسة حديثة أشرف عليها باحثون كنديون، أن مشروبات الطاقة تسبب الكثير من الأضرار الصحية، من أبرزها رفع معدلات الإصابة بمرض السكري من النوع 2، ويأتي ذلك لاحتوائها على نسب كبيرة من الكافيين والسكر. ولم تتوقف الأضرار عند هذا الحد، فقد أثبت الباحثون أن مشروبات الطاقة تؤدي إلى تسوس الأسنان وتزيد معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين. ويقول د. جين شيرر، أستاذ مرض السكري بجامعة كالجاري في كندا: إن تناول 5 عبوات من مشروب الطاقة يرفع نسبة السكر في الدم، ويزيد مستويات الأنسولين في الدم بنسبة 25 بالمئة، مقارنة بالأشخاص الذين لم يشربوا مشروب الطاقة ويستبدلونها بأطعمة ومشروبات أخرى، مشيرا إلى أن السبب في ذلك يرجع إلى ارتفاع نسبة الكافيين الموجودة في مشروبات الطاقة، مؤكدا أن مقاومة الأنسولين تعتبر هي الخطوة الأولى في تطوير مرض السكر من النوع 2، لافتا إلى أن الكافيين يؤثر بطريقة مباشرة على قدرة الأنسولين للسيطرة على مستويات السكر، وهذا من شأنه أن يوقف وظيفة الأنسولين، ومن ثم زيادة مستويات السكر في الدم.