شكلت البنية التحتية غير المادية التي تروم جعل طنجة "ميناء حرا رقميا" على مفترق طرق تدفقات المبادلات المادية والرقمية العالمية، محور أحدث ورقة بحثية صدرت، اليوم الثلاثاء، عن المعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي. وذكر المعهد، في بيان، أن هذه الورقة، التي تم إعدادها تحت إشراف رئيس المعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي، عبد المالك علوي، بمساهمة أحمد أزيرار، مدير الأبحاث بالمعهد، وسلمى بشير البوهالي، الخبيرة في السياسات العامة، وكذا باحثين من المعهد، تسلط الضوء على تطور مدينة طنجة نتيجة تكامل الامكانات الجغرافية والتاريخية. وتحلل الدراسة أيضا تطوير القدرات اللوجستية، التي جعلت من طنجة اليوم أول ميناء لإعادة شحن الحاويات على صعيد البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا. كما توقفت عند تأسيس نظام بيئي صناعي في صناعة السيارات والطيران والطاقات المتجددة. ويقترح الخبراء، من خلال هذه الورقة البحثية، مرحلة جديدة في تطوير المنطقة المبنية على ثلاثية "اللوجستيك / الصناعة – المالية – الرقمية". رؤية قائمة على التكامل الذي يمكن تحقيقه بين ثلاثة أقطاب متميزة، وهي؛ تعزيز قطب لوجستي وصناعي قائم، وتطوير قطب رقمي، وبناء قطب مالي من الجيل الجديد حول بورصة إأفريقية لتبادل المواد الأولية "طنجة-الناظور". وأوضحوا أن تحقيق هذه الرؤية سيجعل من طنجة "قطبا رقميا" ومركزا للابتكار مما يعزز مكانتها كمركز لوجستي وصناعي ويعزز ترابطها وإشعاعها، مع تداعيات مترتبة على الصعيدين الوطني والدولي. وبالإضافة إلى ذلك، تؤكد الورقة على ضرورة توجيه مشروع طنجة- تيك بالأساس نحو علوم الإعلام، مشيرة إلى أنه في سياق تم فيه التشكيك في نظام الإعفاء الضريبي القديم المتعلق بالمناطق الحرة، وذلك بالخصوص نتيجة الضغط الذي يمارسه الشركاء الأوروبيون، سيكون من المفيد توجيه الحوافز المالية، بالأساس، وبالأولوية لصالح الفاعلين في علوم الإعلام والاقتصاد الرقمي. وأكد المعهد أن "هذا من شأنه أن يشجع تطوير النظام الإيكولوجي للابتكار وفقا لقواعد المنظمة العالمية للتجارة في مجال المساعدات والالتزامات التي تم التعهد بها للاتحاد الأوروبي". ويعتبر المعهد المغربي للذكاء الاستراتيجي مركزا بحثيا مخصصا لدراسة الرهانات الاستراتيجية للمغرب. وينشر المعهد كتبا مرجعية حول المغرب، منها "الطريق المغربي: 1999-2019 مسار مملكة في تحول" أو "المغرب الاستراتيجي" أو "طموح مغربي".