محسن الشركي - كاتب ومحلل استنادا إلى طبيعة نظام اللائحة المعتمدفي الانتخابات المحلية والجهوية بالمدن، وواقع الأحزاب المتنافسة على التسيير، وبالرجوع إلى نسبة المشاركة الضعيفة للساكنة التي لم تتعد 40.10 في المئة من إجمالي عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية، وعدم تكافؤ الفرص بين اللوائح المتبارية من حيث الإمكانيات وحجم الإنفاق المشروع وغير المشروع في تعبئة المواطنين ، فإن خريطة النتائج عادة ما تكون مبلقنة حيث لاتفرز الصناديق أغلبية مطلقة لفائدة حزب واحد فقط وإن بدا في الظاهر أنه فاز بفارق أصوات كبير. والآن وبعد الإعلان عن النتائج النهائية التي منحت لحزب العدالة والتنمية 23 مقعدا وللأحرار16 مقعدا وللأصالة والمعاصرة 9 مقاعد ولحزب الاستقلال 6 مقاعد وللاتحاد الاشتراكي 5 مقاعد. يمكن الحديث عن ثلاثة سيناريوهات محتملة لتشكيل تحالف يقود حضرية أزطوط بتطوان. التحالف الذي يرضي لوبيات الاقتصاد والمشاريع الكبرى: وهو السيناريو الذي يكرس حزب الأحرار ورشيد الطالبي العلمي رئيسا للجماعة الحضرية بتطوان، وفي هذا الاتجاه يحتاج حزب الأحرار إلى التحالف حتما مع حزب الأصالة والمعاصرة المدعم أصلا وعلانية في حملته الانتخابية من قبل أسماء من عالم المال والأعمال، تدفع في اتجاه هذا التحالف لأنها على صلة وثيقة قبل الانتخابات وخلالها مع عراب الاحرار في جهة طنجةتطوان رشيد الطالبي العالمي، كما يحتاج التحالف لتكملة نصابه إلى إلى حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يتحدث الرأي العام المتابع للانتخابات على أشكال تعاون وتنسيق وتوافقات قبلية جمعته بالأحرار في سيرورة انتخابات 4 شتنبر، أو قد يحتاج الأحرار إلى استقطاب حزب الاستقلال أيضا لبناء تحالف موسع النطاق يضم كل الكفاءات ويقلص من مركزة صلاحيات التسيير في يد حزبين أوثلاثة مكونة لتحالف ضيق. وقد يسعف هذا التحالف الموسع طبعا في الانفتاح على كل كفاءات الأفراد المتواجدة في اللوائح الأربع ويعمل على عزل حزب العدالة والتنمية الحاصل على 14و325 صوتا و23 مقعدا كاملة. التحالف الأخلاقي: إنه تحالف مكتمل النصاب ومحقق لأغلبية المجلس بين العدالة والتنمية، الحزب الحاصل على 23 مقعدا والأصالة والمعاصرة الحاصل على 9 مقاعد المفتوح أو المستغني دون قيد وشرط على وعن حزب حاصل على نسبة مقاعد أقل (الاستقلال أو الاتحاد الاشتراكي). فعلا إنه تحالف أخلاقي أولا لأنه يحترم إرادة الناخبين التي وضعت ثقتها في حزب العدالة والتنمية ومنحته أكبر عدد من المقاعد، ومنحت حزبا فتيا على نقص تجربته 9 مقاعد. ومنحت العتبة والثقة لشاب غامر في قيادته حزب الاستقلال، ورسخت صورة الاتحاد الاشتراكي حزبا يقاوم في كل الانتخابات من أجل انتزاع العتبة لاغير، ويبحث فيما بعد عن حلفائه من موقع تجربة ودهاء مناضليه المتمرسين سياسيا. إنه تحالف أخلاقي ينبني على التصويت العقابي الذي مارسته نسبة مشاركة لاتتعدى 40.10 في المئة من المسجلين في حق حزب الأحرار الذي فقد 10 مقاعد كاملة مقارنة مع الانتخابات السابقة. سيناريو تحالف الحريك المحتمل: إن الحزب الذي بإمكانه أن يحسم مسألة التحالفين السابقين من موقعه الحالي هو الأصالة والمعاصرة، وذلك استنادا إلى نتائج صناديق الاقتراع. وهو الجاثم الآن تحت ضغوط اللوبيات والمصالح الكبرى من جهة ورغبات من يهندس فعلا الاستراتيجيات بعيدة المدى لجهة طنجةتطوانالحسيمة، بمعنى آخر يتماهى التحالف مع رغبة الموقف الرسمي ومدى رضاه على طبيعة هذه التحالفات وتزكيتها. كما يمكن للأحرار أن يقايظ رئاسة الجهة التي حصل فيها على 3 مقاعد برئاسة الجماعة الحضرية. ومن جهة أخرى فإن حزب الجرار ملزم باستحضار إرادة المواطنين وثقة الناخبين وأصواتهم وتحقيق التحدي والتغيير الذي وعد به الساكنة بالتعاقد في إطار أي تحالف كان على برامج تتجاوز نقائص ومسلكيات التجارب السابقة. وبين هذا وذاك، وفي حالة انقسام مرشحي لائحة الأصالة والمعاصرة التسعة الفائزين بين كفتي التحالف المرضي للوبيات الاقتصاد والمال والأعمال والتوجيهات وبين التحالف الأخلاقي ببرامج للتغييرمحددة للأولويات في كل المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية بعيدا عن الريع والمصالح الضيقة، قد يشهد تشكيل المجلس الجماعي حالات معلنة للحريك في الاتجاهين سواء لصالح رئاسة الأحرار أو العدالة والتنمية، حتى وإن كان التصويت سيتم علانية برفع اليد. ( وتلك قمة الفضيحة).