عمليات كثيرة تلك التي تنكشف، سواء بالمغرب أو بالجانب الآخر من القارة، وتؤكد استمرار نشاط مافيات وكبار بارونات المخدرات في عملهم، آخرها ما كشفت عنه السلطات الإسبانية والفرنسية، من تفكيك لشبكة كبيرة تنشط بين المغرب، إسبانيا وفرنسا، وتستعمل طائرات الهليكوبتر والزوارق السريعة، لتهريب المخدرات من المغرب، ومن تم تجميعها بإسبانيا ونقلها إلى فرنسا عبر شاحنات للنقل الدولي للسلع.. الواقعة كشفت عن امتدادات خطيرة لشبكات تنشط بالبلدان الثلاث، بأسماء شخصيات وازنة لازال التحقيق جاريا للكشف عن مزيد منهم بعد رجل الزعانف الذي طارده عناصر الحرس المدني بتخوم مدينة سبتةالمحتلة، والذي كان يعتزم تهريب كمية كبيرة من الأقراص المخدرة إلى المغرب، مستعملا أسلوبا جديدا في التهريب، تمكن ذات الجهاز الأمني، بالتعاون مع مكتب محاربة المخدرات، التابع للشرطة الفرنسية، وبتنسيق مع اليوروبول، من تفكيك منظمة إجرامية تتاجر بالحشيش والماريجوانا، وتغسل كل رأس المال الذي تم الحصول عليه بطريقة غير مشروعة. حصلت المنظمة المكونة من مواطنين فرنسيين، على المخدرات المهربة من المغرب، وبعده من الأندلس، ثم نقلته لاحقًا إلى فرنسا عن طريق إخفائه بين الحمولة القانونية للشاحنات الثقيلة، أو عبر قوارب سريعة "كوفاست"، وباستخدام مركبات تحمل لوحات تسجيل مزورة. عملية"كأس السكر" النقطة التي أفاضت الكأس بدأت عملية "كأس السكر" التي أوقعت الشبكة التي يتواجد من ضمن عناصرها مغاربة من جنسية وإقامة فرنسية، في انتظار الوصول لأسماء وشخصيات أخرى بكل من إسبانيا والمغرب، منذ العام 2020، عندما اكتشف الحرس المدني وشرطة المخدرات الفرنسية نشاط المنظمة المذكورة، في جنوب إسبانيا. نتيجة التحقيقات التي تمت، حيث تم الكشف عن وجود عدد من أعضاء التنظيم باستخدام العديد من المركبات، وتم اكتشاف الدخول غير المشروع بدون مخطط طيران، لطائرة مروحية قبالة الساحل الأندلسي من المغرب، وتم التعرف على أحد أعضاء التنظيم فيما بعد، كان يحمل رزم من الحشيش. من خلال مراقبة المركبات التي تم الكشف عنها وأعضاء التنظيم المتمركزين في محافظة مالقا، وجلهم مرتبطين بشكبة ورجال أعمال معروفين بكوسطا دي صول وشمال المغرب، حدد الحرس المدني أحد الذين تم التحقيق معهم وكان يستخدم وثائق هوية مزورة، حتى أنه اكتشف ما يصل إلى خمس هويات مختلفة وجميعها مزورة. ويتحقق الوكلاء العامون، من قيام العديد من الأشخاص بأنشطة مشبوهة، واتخذوا إجراءات أمنية عديدة أثناء السفر بالسيارة. بعد عدة أيام من المراقبة، تم الكشف عن كيفية تفاعلهم مع شاحنة مسجلة في فرنسا، والتي تم اعتراضها في "ناربون" وعند تفتيش الشحنة، وجدوا على متنها 419 كيلوغرامًا من الحشيش، من بين البضائع القانونية التي تحملها، وتم اعتقال السائق وحجز الشاحنة. واستمراراً للتحقيق مع عناصر التنظيم، حيث تمكن الحرس المدني من ضبط 327 كيلوغراماً، أخرى من الحشيش في "بازة" ضواحي (غرناطة) داخل سيارة مزورة الصفائح، كان يجري ملاحقتها. بعد ذلك، اكتشف العملاء عملية تهريب مخدرات أخرى وتمكنوا من ضبط 860 كيلوغرامًا من الحشيش في تشوشينا (غرناطة)، والتي أخفاها بين الشحنة القانونية لشاحنة غادرت مستودعًا صناعيًا آخر، تحت سيطرة المنظمة التي تم التحقق منها. كما تم ضبط 112 كيلوغراما من الماريجوانا منهم في بوربو (جيرونا) في سيارة أخرى يستخدمها أعضاء هذه المنظمة. طائرات هيلكوبتر لتهريب المخدرات من شمال المغرب من جهة أخرى، وبعد أيام قليلة، كشف الحرس المدني عن مخبأ للمخدرات نفذته طائرة مروحية في توريمولينوس (ملقا)، حيث تم ضبط 211 كيلوغراماً من الحشيش والطائرة التي نقلتها والتي كانت قد سافرت دون خطة طيران ثابتة، إلى البلد الجار المغرب وعادت منه محملة بتلك الكمية من المخدرات، وهو ما اعتادت عليه في وقت سابق، بحيث أصبح لها معاونين ببعض المناطق بشمال المغرب، حيث تحمل المخدرات وتنطلق دون ان يتم كشفها من طرف المصالح المختصة. في ماربيا، مدينة كبار المبحوث عنهم في قضايا ذات صلة بالمخدرات، وحيث يرتكز غالبية "البزناسة" المغاربة والأجانب، اكتشف المحققون أيضًا نقل مخدرات على متن سيارة ركاب تحمل لوحات تسجيل مزيفة، والتي بعد زيارة منزل في ماربيا، انطلقت في اتجاه ملقة. ثم تم تنظيم جهاز للشرطة مع عملاء يرتدون الزي الرسمي لإيقاف السيارة المشبوهة وحجزها، وعند هذه النقطة، تهربت السيارة من سيطرة الشرطة، محاولًة دهس أحد العملاء الذي كان عليه تفادي التعرض للدهس، لكنه تمكن باستخدام وسيلة القفل عن طريق ثقب عجلة السيارة. على الرغم من ذلك، تمكنت السيارة التي كان يسوقها السائق المتمرس، فقط مع حافة واحدة من العجلات، من الوصول إلى سرعة تزيد عن 180 كيلومترًا في الساعة، حتى أنه ذهب إلى حد صدم إحدى سيارات الشرطة. وأخيراً، وبعد اصطدام جانبي بمركبة الشرطة، ألقي القبض على السائق، وعثر على 329 كيلوغراماً من الحشيش داخل السيارة، في ستة رزمات والعديد من العبوات. وفي المنزل الذي غادرت منه هذه السيارة، وبعد إجراء تفتيش بإذن قضائي، تم ضبط 8 رزم حشيش أخرى وزنها 266 كيلوغراماً، وتم اعتقال 3 أشخاص، تبين من هوياتهم ان إثنان منهم مغاربة وواحد إسباني. ومن الجرائم الأخرى التي تم توضيحها من طرف النيابة العامة المختصة، غسل الأموال، حيث استخدمت المنظمة التي تم التحقيق مع أفرادها، أموالا من تهريب المخدرات لتمويل الخدمات اللوجستية اللازمة، بما في ذلك وسائل النقل المضبوطة، وإخفاء مصدرها الحقيقي من خلال استخدام شركات وهمية. محاضر في عدة محافظات مع معتقلين ومخدرات ضخمة وبمجرد تحديد هوية باقي أعضاء المنظمة، بعد الإطلاع على التسجيلات والتحقيقات التي تمت من المحكمة في مقاطعات قادس ومالقة والميريا وكاستيلون. في السجلات، تم تسجيل حجز ثلاث مروحيات و أربعة قطع من الأسلحة النارية وذخيرة وفيرة، وسترات واقية من الرصاص والعديد من الأجهزة الإلكترونية التي تم استخدامها لتجنب مطاردات ومراقبات الشرطة. أخيرًا ، في إطار العملية، تم اعتقال 11 شخصًا، أحدهم من قبل الشرطة الفرنسية. هناك 9 أشخاص ينتظرون إلقاء القبض عليهم في فرنسا بمذكرات توقيف أوروبية، من جنسيات مختلفة، فرنسية، مغربية وإسبانية، وتم ضبط أكثر من 2.4 طن من الحشيش و 112 كيلوغرامًا من الماريجوانا. وتعمدت السلطات الإسبانية، وفق مصادر إعلامية عدم تقديم مزيد من التفاصيل بخصوص المشتبه فيهم الآخرين، إذ أكدت انها ستسعى للتنسيق مع الجانب المغربي لأجل مزيد من التحقيق في بعض الأسماء الواردة لديها، والتي هي لشخصيات توجد بإسبانيا وأخرى بالمغرب، حيث لا يستبعد أن يفتح المغرب تحقيقا بخصوص الجهات التي كانت تتعامل معهم الشبكة، إذ أن كل المخدرات المضبوطة والتي تم توزيعها خلال مدة نشاط الشبكة، كانت تأتي من المغرب، وعلى متن مروحية تجوب السماء، وتنطلق من أماكن محددة. ولم تستبعد مصادر عليمة، ان يكون لنشاط تلك المروحيات علاقة ببعض الشبكات التي تم الوصول لعناصرها مؤخرا، والمتواجدة أساسا بشمال المغرب، فيما لن يستثنى من التحقيق بعض المصالح المختصة، والتي يكون من مهامها المراقبة والرصد لتحركات الطائرات وخروج المراكب السريعة، فيما هناك أسماء لبعض كبار تجار المخدرات، الذين أصبحوا يتخذون من شمال المغرب، وبعض قراه أساسا مكان للجوئهم وتخفيهم، فيما آخرون يوجدون بإسبانيا وبالضبط بمنطقة كوسطا دي صول، والتي عرفت تاريخيا بكونها ملجأ "البزناسة" والمبحوث عنه من طرف السلطات المغربية. شمال المغرب مطارات وموامئ للمخدرات كشفت عمليات تمت مؤخرا، عن عودة كبيرة لنشاط تجار المخدرات، بل وصراعاتهم فيما بيهم، سواء بشكل مباشر من خلال مواجهات وتصفيات حسابات مباشرة، كما حدث الصيف قبل الماضي بين شبكتين، تسبب في إشعال النيران في احدى الغابات الشاسعة ضواحي المضيق، والتي دامت عدة أيام، حيث أثبتت التحقيقات التي تمت أن الأمر يتعلق بشجار كبير تم بين عناصر شبكتين لترويج المخدرات، ومن طرف أشخاص مبحوث عنهم، يتخذون من منطقة العليين مكانا لتخفيهم وهروبهم، حيث يلقون كل الظروف مناسبة لهم للتخفي من جهة، وتدبير أمورهم من جهة أخرى. نفس الشبكة ستعود للواجهة مؤخرا، من خلال تصفية حسابات باستعمال سلاح ناري لم يعرف نوعه لحد الساعة، رغم ما تم الترويج له بكونه سلاح ناري للصيد، في حين ان بعض المصادر أكدت أن عدد من مهربي المخدرات ومافيات الهجرة السرية، قد يتوفرون على أسلحة نارية اوتوماتيكية تم تهريبها من الخارج في فترات مختلفة، وأنهم يستعملونها فعلا في تصفية حساباتهم فيما بينهم، وحتى اتجاه الآخرين، ممن يمكن ان يعكروا صفو عملهم او فرارهم. منطقة بليونش، ضواحي الفنيدق، القصر الصغير، العليين، الميناء المتوسطي وجنباته، واد المرصى وغيرها، عادت لفترات الزاهية في نشاط مهربي المخدرات، والتواطؤات التي تساعدهم على العمل من جهة، وعلى التخفي والفرار من جهة أخرى، إذ أن عشرات من المبحوث عنهم، والذين تتوفر الجريدة على أسماء بعضهم، يتواجدون بتلك المنطقة، ويتجولون بكل حرية بها، ونادرا ما تتم مطاردات أو مداهمات شكلية، غالبا تنتهي بفرار المعني، بعد أن يكون قد أشعر بما يتم التخطيط له. وتبقى بعض العمليات النوعية للعناصر الأمنية، هي المسجلة بخصوص توقيف بعض الفارين والمبحوث عنهم، ممن يلجؤون لتلك المناطق القروية النائية، فلا تطالهم الأيادي التي يتوجب عليها ان تصلهم، فيما غالبا ما تكون تدخلات المصالح الأمنية، محفوفة بالمخاطر، نتيجة تدخلها في مجالات في غالبيتها ذات طبيعة قروية، وفي بعض المرات، على مشارف نقاط مشتركة بين الحضري والقروي، لتفادي تنازع الإختصاصات مع الدرك، والذي لم يسجل لفائدته أي عمليات أو مطاردات أو توقيفات لمبحوث عنهم، يتواجدون بتلك المناطق. أسماء بارزة وأخرى جديدة، كلها تشتغل وتنشط بذات الأماكن التي مر منها مهربين كبار، منهم من تم اعتقاله ومنهم من قضى نحبه، لتعود الدائرة من جديد ويعيد التاريخ نفسه، من خلال تحركات ونشاط كبير لهؤلاء، منهم من كان يتواجد بسبتةالمحتلة قبل الإغلاق، ومنهم من اختار أن يبقى في الجانب المغربي، بعد أن أصبح مكشوفا بالجانب الآخر، ومبحوثا عنه من طرف السلطات الإسبانية، فيما لا يلقى نفس المتابعات والبحث حيث يتواجد حاليا، وهو ما يتسبب في ظهور صراعات قوية لعدد من الشبكات فيما بينها، تنتهي غالبا بما لا يحمد عقباه. مصطفى العباسي