لم تكن مباراة نصف نهاية كأس العرش بين المغرب التطواني وحسنية أكادير لتمر مرور الكرام دون أن تكون لها تبعات وانتقادات من طرف الجماهير التطوانية حتى قبل إجرائها. وكان قرار الجامعة بإجراء المباراة بمراكش أولى علامات الاستفهام التي وضعها عشاق الروخيبلانكوس معتبرين ذلك يصب في مصلحة الفريق السوسي ولا يضع أي اعتبار لمبدأ تكافؤ الفرص خاصة فيما يتعلق بالحضور الجماهيري. دخول رئيس التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش ذو الانتماء السوسي على خط المباراة، بحديث وسائل الإعلام عن تخصيصه ستين حافلة لجماهير الحسنية من أجل التنقل لدعم فريقها في المباراة كان له وقع مخيف على متتبعي الشأن الكروي بتطوان من مغبة تداخل الطموح السياسي في الشأن الكروي مع الدينامية والتحركات التي يقوم بها التجمعيون خلال الآونة الأخيرة بتسخينات واستعراض العضلات استعدادا لانتخابات 2021. وعلى الرغم من نفي أولتراس الحسنية استفاداتها من دعم رئيس التجمعيين واعتمادها على مواردها الخاصة، إلا أن إحدى الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي خرجت للدفاع عن مبادرة أخنوش وتبرير تخصيصه لستين حافلة من أجل جماهير الحسنية، على اعتبار أن عائلة الأخير كانت دائما سندا للفريق السوسي وهو ما يتجلى في وجود اسم شركة “أفريقيا” على قمصان الفريق. أطوار المباراة، والجدل الذي رافقها حول إعادة ضربة الجزاء الضائعة للفريق السوسي إضافة لطرد الحارس بعد رجوع الحكم لتقنية الفار وهو ما لا تنص عليه قوانينه الأربع حيث يظل ذلك من اختصاص حكم الخط، جعل الجماهير التطوانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث في تدويناتها على أن تداخل السياسة والمال والسلطة لا يمكنه سوى إفساد ما هو رياضي. صورة عزيز أخنوش وهو حاضر بالمباراة إلى جانب مسؤولي الحسنية لمعاينة تأهل فريقه للمباراة النهائية وخسارة التطوانيين لحلمهم بتحقيق لقب جديد ينضاف للقبي البطولة، دفع بالجماهير التطوانية إلى إطلاق تدوينات استهجان وأخرى ساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعوا لمعاقبة التجمعيين بتطوان وعدم التصويت عليهم خلال الانتخابات التشريعية القادمة ردا على ما يعتبرونه “مؤامرة” دبرت بليل لإسقاط فريقهم من الوصول للمباراة النهائية. تأهلت الحسنية للنهاية وقد تتوج بلقب كأس العرش لأول مرة في تاريخها، اللقب الذي طبعا سيفرح زعيم التجمعيين طويلا إذ من المنتظر أن يخصص لجماهير فريقه دعما جديدا للتنقل لمدينة وجدة لمشاهدة المباراة النهائية وما يترتب عن ذلك من ربح نقاط على المستوى السياسي والترويجي لحزب الحمامة، لكن انعكاس ذلك على حزب التجمع الوطني للأحرار بتطوان قد يكون له وقع سلبي في المستقبل. الخصوم السياسيين سيسجلون ما حدث اليوم في ذاكرتهم لاستعادته واستعماله خلال الانتخابات القادمة حيث كل شيء مباح في الحروب الانتخابية، وسيجدون ذلك فرصة لتذكير التطوانيين بأن حلم فريقهم بتحقيق لقب غال ينضاف للقبي البطولة انهار تحت الطموحات السياسية كبير التجمعيين “عزيز أحنوش”.