في تواصل منها مع أبرز و ألمع الأوجه الشمالية، شمال بوست أجرت حوارا في ثلاثة أسئلة مع الشاعر و الروائي و الإعلامي “حسن بريش”، الإبن لمدينة طنجة له عدة مؤلفات و كتب و مقالات اعلامية، لدرجة ان هناك من يناديه بملك البورتريهات فكان لنا معه الحوار الثالي: ما رأيك في المشهد الثقافي بالمغرب؟ وكيف تقيم عطاء الشباب في المجال الثقافي اليوم؟ الساحة الثقافية المغربية فقدت الكثير من بريقها برحيل أسماء كبيرة تعتبر دعامات لهذا المشهد. الحقل الثقافي عندنا ظل دوما مشدودا صوب المركز.من هنا اتسامه بفقر في التعدد والثراء. الآن الفعل الثقافي يأتي من الهوامش.يأتي بعنفوان منظور. ويشكل وعيا ثقافيا مغايرا للسائد. ما يمكن ملاحظته أن مشهدنا الثقافي لم يعد يفرز المثقف العضوي الذي ينخرط في المجتمع بعمق.ويحمل هموم التغيير الفكري والسياسي..!! وبكل صدق،الشباب الآن يحملون المشعل.ويبدعون رؤى مختلفة ووازنة لتلقيح الثقافة المغربية وتطوير آدائها ورفع حصيلتها. في نظرك هل المثقف المغربي اليوم قادر على توجيه الرأي العام،من خلال تناوله للقضايا التي تهم مجتمعه؟ قبل أن نطالب المثقف المغربي بالانخراط في توجيه الرأي العام،يجب أن نوفر أرضية له ليمارس مهمته هذه. المعضلة تكمن في غياب شروط العمل الثقافي.وتراجع الوعي بأهمية المثقف.وتفاحش الجهل الناتج عقود من تكريس آثم لتحكم السياسي في المثقف..!! نعم المثقف المغربي يزاول مهامه.فقط تبدو نتيجة ذلك هزيلة بسبب عوامل الإحباط التي أشرت إليها آنفا. – هناك من يعتبر أن إنتاجاتك تهتم بالمرأة أكثر من القضايا الأخرى.لماذا في نظرك؟ – هذه تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه. أعتقد أن من يرى ذلك لا يتابع كتاباتي.أو لا يكلف نفسه عناء البحث في مساري الأدبي والإعلامي..!! من ضمن عشرين كتابا لم أكتب عن المرأة سوى كتاب واحد هو: في حضرة البهاء بورتريهات بحبر الأنوثة فكيف – إذن – أتهم بأن إنتاجاتي تهتم بقضايا المرأة أكثر من غيرها..؟! لماذا حسن بيريش لا يتطرق في كتاباته الروائية و الشعرية إلى قضايا اجتماعية وسياسية شغلت رأي المتتبعين؟ غريب هذا السؤال..!!؟؟ كيف لا أتطرق إلى المواضيع الاجتماعية والسياسية في ظل الملف السياسي حول الأوضاع الشاغلة للرأي العام المغربي الذي أنشره كل أسبوع في أسبوعية الوطن الآن..؟؟!! لقد أنجزت حد الآن حوالي 850 تقرير صحافيا حول قضايا الفساد السياسي والاجتماعي في المغرب،كلها نشرت في الصحافة المغربية. فكيف يصح القول إنني لا أتطرق في كتاباتي إلى القضايا السياسية والاجتماعية..؟؟!!