أمام تعنت الحكومي ورفضها الحوار مع الأطر التربوية، وبعد خمسة أشهر من النضال المستمر والمتواصل، قررت الأطر التربوية تصعيد المشهد النضالي في خطوة نوعية تتسم بالتصعيد المتواصل عبر إضراب عن الطعام يستمر إلى 72ساعة متواصلة، يتخللها مسيرات وأشكال نضالية راقية، وامام هذا الإضراب المتواصل فقد شهدت ساحة النضال إصابات عديدة بإغماءات خطيرة نقلت على وجه السرعة إلى مستشفى الرباط. حيث تخللت هذه الأشكال النضالية صبيحة اليوم مسيرة تم إيقافها من طرف مجموعة من القوات الأمنية التي رفضت إكمال الأطر لهذه المسيرة لتعود الأطر إلى قبة البرلمان لاستكمال برنامجه النضالي العاشر، أمام تساقط مستمر لحالات إغماء تراوحت ما بين المتوسطة والخطيرة، وقد تلقت هذه الأطر إهمالا طبيا في المستشفى ابن سينا، كما تكشف الصورة الواردة عن نمط الإهمال وخصوصيته. وقد كانت مجموعة من الأطراف السياسية والنقابية والتربوية دعت الحكومة إلى الاستجابة إلى مطالب الأطر المشروعة في ظل الخصاص المهول الذي يعاني منه قطاع التربوية والتكوين، ليصل الخصاص في بعض الأقسام إلى 72 تلميذا، هذا الإشكال الذي لم تتحدث عنه الحكومة إلا بتصريحات عابرة دون إيجاد حلول جذرية تمكن التلاميذ من ضمان المحيط والبيئة المناسبة لتلقي التعليم المناسب، تنزيلا للرؤية الاستراتيجية التي صرفت عليها الملايير دون أي بوادر لتنزيل محكم لهذه الرؤيا، وفي تحد صريح للتوصيات التي جاء بها صندوق النقد الدولي الذي نبه الحكومة إلى ضرورة ضخ مزيد من الموارد البشرية في هذا القطاع المتضرر، وإلى زيادة نسبة الميزانية المخصصة لهذا القطاع. وقد تداول مجموعة من النشطاء عبر صفحات الفيسبوك تدوينات تدعو الحكومات إلى تحسين وضعية التعليم في كل ربوع الوطن عبر الاهتمام الجدي بالإصلاح وعبر توفير المناخ المناسب والسليم، وأجرءة مبادئ الإصلاح وتنزيلها عبر أرض الواقع، والابتعاد عن الإصلاحات الشكلية التي لا تغني ولا تذر من جوع بل تزيد الأوضاع تأزما، كما نبهوا الحكومة إلى ضرورة إيجاد حل أساسي ومباشر لقضية الخصاص في الموارد البشرية، عبر خلق المناسب لتلقي العلم داخل كل الأقسام، وعد الاكتفاء بالحلول الترقيعية التي تركت التعليم في البلاد يتأخر أشواطا عديدة، كما دعا بعض المحللين التربويين إلى ضرورة إقامة حلول استباقية لتشخيص الواقع التعليمي، وتقديم الحلول على المدى البعيد، عوض الخطوات الحينية التي تخرج أفواجا من المعطلين.