شغل الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله الرأي العام الإسرائيلي. فمنذ خطابه الأخير، والذي هدد فيه بقصف مستودعات غاز الأمونيا في خليج حيفا مستخدماً التعبير "هذه قنبلتي النووية في مواجهة العدوان الإسرائيلي"، والموضوع في عناوين الإعلام وخطب السياسيين، في الحكومة وفي الكنيست. وحسب صحيفة "الحياة" السعودية، القلقون من الاسرائيليين تفوهوا بكلمات حادة مثل "إنه على حق"، "الشكر لحسن نصرالله الذي أثار ملف الأمونيا"، "خطاب نصرالله سيحوّل خطر الأمونيا الكارثي إلى قضية قومية"، والمنزعجون من هذا الواقع تفوّهوا بكلمات "طمأنة وتهديد". وما لم يتوقعه أحد هو أن يخرج رئيس بلدية حيفا "يوني ياهف" بتصريح يشكر فيه السيد نصرالله على إثارة ملف الأمونيا قائلاً :" الشكر لنصرالله الذي حرك المسؤولين لاتخاذ خطوات سريعة وفاعلة وتنفيذ القرارات التي اتخذت في شأن نقل هذه المستودعات". وتصدّر هذا الموضوع القنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية التي أمضت اليوم الذي تلى الخطاب بتحليل حديث السيد نصرالله وما يملكه حزبه من قدرات عسكرية وخطر الصواريخ على مستودعات الأمونيا. والحال أن مستودعات الأمونيا في خليج حيفا، تشكل موضوع صراع وخلاف في "إسرائيل" منذ حرب لبنان الثانية، عام 2006. في حينه، سقطت صواريخ في المنطقة المحيطة بالمصانع من دون أن تصيبها مباشرة، لكنها دقّت ناقوس خطر للإسرائيليين. فهبّ سكان حيفا ومعهم الجمعيات البيئية والشعبية يطالبون بنقل هذه المصانع من مكانها. وأعدّت الأبحاث التي أشارت إلى أن إصابة بسيطة لصاروخ يطلقه حزب الله باتجاه مستودعات الأمونيا من شأنه أن يلحق الخطر بحوالى 100 ألف إنسان في شكل مباشر، يموت منهم 17 ألفاً، وحوالى نصف مليون إنسان يتضررون في شكل غير مباشر.