كشفت مصادر مسؤولة في وزارة الطاقة والمعادن أن بناء مفاعل نووي كبير ليس من الأولويات الحالية للمغرب، بل ذهبت المصادر إلى حد القول بأن المغرب تخلى مبدئيا عن هذه الفكرة إلى الأبد
وأضاف المصدر أن الاهتمام الحالي منصب على تكنولوجيا الطاقات المتجددة، وكانت أنباء تتحدث عن أن هناك مشروعا كانت أطلقته الوزارة في عهد الوزيرة أمينة بنخضرا، لتشييد مفاعل نووي كبير بطاقة إنتاجية تصل إلى 10 ميغاوات، في منطقة الصويرية بالقرب من مدينة أسفي، بدعم أمريكي وفرنسي.
وقال عبد العالي كواكبي مسؤول مديرية الاتصال في وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، حسب مصدر إعلامي، إنه لا وجود لأي تفكير جدي للجوء إلى الطاقة النووية حاليا، وأن حادث فوكوشيما الأخير في اليابان، أبان أن التحدي الأكبر للحصول على مفاعل نووي، لا يتجلى فقط في عملية البناء، أو الحصول على التكنولوجيا المتطورة لتشييده، بل إن إكراه الصيانة وكلفته العالية، إضافة إلى إشكال تدبير النفايات النووية، تبقى أهم العوامل التي دفعت إلى التخلي عن أي فكرة في هذا المجال.
وأضاف كواكبي قائلا "لسنا في حاجة إلى الطاقة النووية حاليا، إن اهتمامنا مركز على الاستثمار في الطاقات المتجددة والنظيفة، إن مشروع "ديزيرتيك"، سيوفر لنا 40 في المائة من احتياجاتنا الطاقية، كما أن الوضع الجيوسياسي الدولي، لا يشجع حاليا على استثمارات في الطاقة النووية".
واعتبر كواكبي، الذي كان مشاركا في ندوة صحافية، عقدت أمس بالبيضاء، بمناسبة إماطة اللثام عن جديد الدورة الرابعة من معرض "بوليتيك"، المتخصص في تقديم آخر الابتكارات العملية في مجال الحفاظ على البيئة، أن الغرب أصبح يفكر اليوم بجدية في التخلص من الطاقة النووية.
والمغرب البلد العربي الوحيد الذي يستورد كل احتياجاته الطاقية من الخارج، كما أن الفاتورة النفطية تشكل ثقلا كبيرا على ميزانيته، مما يجعل التفكير في حلول طاقية أمرا حيويا وطارئا، ولا يتوفر على مفاعل نووي لإنتاج الطاقة، ويعتبر مفاعل المعمورة "بيبي رياكتور"، خاص بالتجارب الصيدلانية والدوائية.في حين تتوفر الجزائر على مفاعلين اثنين، الأبرز هو مفاعل السلام الذي ينتج 10.5 ميغاوات، في حين تتوفر جنوب إفريقيا على مفاعل "سفاري" بطاقة إنتاجية تصل إلى 20 ميغاواط، بينما لا ينتج مفاعل المعمورة الصغير سوى 2 ميغاواط.