أصدر قاض نمساوي حكمه بتغريم مواطن يدعى هيلموت غريس (63 عاما) حوالي ألف دولار بعدما شكى جاره المسلم من أنه يسخر من الإسلام. وكان غريس يعمل في حديقة منزله خلال الصيف الماضي وهو يترنم على طريقة تعرف باسم yodelling «يودلينغ» تنتشر في مناطق الألب، وتتأرجح فيها طبقات الصوت بسرعة بين العادية والعالية. لكن جاره المسلم قال إنه كان يحاكي صوت المؤذن بدافع السخرية من الإسلام. وقال غريس إنه قبل حكم القاضي ودفع الغرامة تحاشيا لقضية طويلة لا يقوى على تحمل نفقاتها القانونية، وفقا لوسائل الإعلام البريطانية التي أوردت الخبر. لكن جاره - الذي وصفه بأنه «عجوز عابس يعبر صراحة عن استيائه لجيرتنا» - دفع بأن غناءه إساءة عنصرية ودينية موجهة ضده وأسرته وتأتي في إطار تصرفاته المسيئة عموما. وتعزيزا لهذا الزعم، قال الجار الذي لم يرد ذكر لاسمه وهويته، إن غريس كان يبدأ غناءه الساخر من صوت المؤذن في اللحظة التي يبدأ فيها هو وأفراد اسرته الصلاة في حديقة منزلهم أيضا. وفي الجهة المقابلة نقلت صحيفة «كرونين» النمساوية عن غريس قوله: «لم أقصد الإساءة لجيراني أو للإسلام. كل ما في الأمر هو أنني أترنم بصوت عال عندما تكون حالتي النفسية جيدة». لكن القاضي أدانه بتهمة «الإساءة للرموز الدينية» التي استن قانون يعاقب عليها، خاصة بعد سلسلة من أعمال تشويه مقابر اليهود على أيدي شباب النازية الجديدة. بالاضافة الى إدانته من قبل القاضي أيضا بتهمة «عرقلة الشعائر الدينية». ويذكر ان «اليودلينغ» بدأ كوسيلة للتخاطب بين متسلقي الجبال وسكان القرى في منطقة الألب. ثم تطور ليتخذ لنفسه شكلا موسيقيا وأصبح نمطا من الغناء الذي تتميز به تلك المناطق قبل أن ينتشر الى مناح عديدة من القارة الأوروبية وحتى أميركا الشمالية. وقد اشتهر بشكل خاص بعدما تبنته الممثلة والمغنية جولي أندروز لإحدى أغانيها في الفيلم الشهير «صوت الموسيقى» (1965) الذي تدور احداثه في النمسا.