أثار الحكم القضائي الذي أصدرته مؤخرا محكمة ألمانية بشأن منع الختان المرتبط بالمعتقدات الدينية، استياء وغضب اليهود والمسلمين بألمانيا وسائر الدول الأوربية.
وانتقد مجلس التنسيق لمسلمي ألمانيا هذا الحكم بشدة واعتبر إدانة محكمة كولونية ختلن الذكور كتقليد ديني سابقة خطيرة تهدد الحرية الدينية بألمانيا.
واعتبر المتحدث الرسمي باسم المجلس أن هذا الحكم "لا يأخذ بعين الاعتبار التقاليد الدينية المتبعة عالميا، منذ آلاف السنين لدى المسلمين واليهود". معتبرا أن ألمانيا تجرم بهذا "الحكم التقاليد الإسلامية واليهودية التي دأب عليها أتباع الديانتين منذ آلاف السنين."
وقد خلف الحكم غضبا في صفوف الجالية المسلمة واليهودية في أوربا حسب بعض المصادر.
كما وصف الأسقف الكاثوليكي في مدينة آخت هاينريش موسينغوف الحكم بأنه "مفاجئ جدا". وأضاف "أن الحكم بتناقض الحقوق الأساسية على مستوى حرية الدين ورفاه الطفل، كما ذكر القضاة، ليس مقنعا في هذه الحالة بالذات".
وطالب هانس أولريك إنكه رئيس الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا التي تمثل حوالي 20 كنيسة بتصحيح الحكم، إذ اعتبر انه لا يأخذ "بما يكفي" في الاعتبار المغزى الديني للختان ويجرد الأهل من حقوقهم "على مستوى الشؤون الدينية تماما".
وفي حكم يعتبر سابقة اعتبرت المحكمة العليا في كولونيا (غرب) أن ختان الأولاد كتقليد ديني يلحق أذى جسديا ويستوجب الإدانة. وأثار هذا الحكم غضب الجالية اليهودية التي نددت كذلك بالتعدي على الحرية الدينية.
ورأت المحكمة أن "الختان يؤدي إلى إحداث تغيير دائم في جسم الطفل غير قابل للإصلاح" وان "هذا التعديل مخالف لمصلحة الطفل الذي عليه أن يقرر بنفسه لاحقا انتماءه الديني".