تعد الصداقات جزءاً أساسياً من الحياة؛ وفقاً لبيانات استطلاع غالوب لعام 2004، أفاد بأن 98 بالمائة من الأشخاص لديهم صديق مقرب واحد على الأقل؛ حيث وجد عدد كبير من دراسات علم الاجتماع أن البشر أصبحوا أكثر عزلة اجتماعية على مدى العقود الماضية، على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2006 حول عدد الأصدقاء، أن العدد انخفض من متوسط 2.94 في عام 1985 إلى 2.08 في عام 2004. وبحسب موقع LIVESCIENCE، أن الدراسات أثبتت أن العزلة الاجتماعية في تزايد؛ لأن الصداقة لا تتعلق فقط بالمتعة والزمالة والصحة العاطفية، إذ يمكن أن يؤدي وجود أصدقاء إلى تحسين الصحة البدنية أيضاً. فوائد الصداقة الصحية 1. قد يطيل الأصدقاء حياتك الأشخاص الذين لديهم علاقات اجتماعية قوية، هم أقل عرضة للوفاة المبكرة من الأشخاص المعزولين اجتماعياً؛ وفقاً لمراجعة بحث عام 2010؛ فإن تأثير الروابط الاجتماعية على مدى الحياة، أقوى بمرتين من تأثير ممارسة الرياضة، وهو ما يعادل تأثير الإقلاع عن التدخين. فحص الباحثون 148 دراسة سابقة حول الروابط الاجتماعية والوفيات، والتي تضمنت معاً أكثر من 300000 مشارك، وجدت هذه الدراسات أن مقاييس قوة العلاقات الاجتماعية للناس، من عدد أصدقائهم إلى اندماجهم في المجتمع، كانت جميعها مرتبطة بانخفاض معدل الوفيات. قال يانغ كلير يانغ، عالم الاجتماع في جامعة نورث كارولينا، تشابل هيل، الذي يدرس الآثار الفسيولوجية للتأثيرات الاجتماعية والروابط الأسرية، إن الباحثين يعتقدون أن الصداقات والصحة مرتبطان من خلال معالجة الجسم للتوتر، إن الإجهاد المزمن الذي يمكن أن يصاحب العزلة، يمكن أن يؤدي إلى تشغيل هذه العمليات لفترات طويلة من الزمن؛ مما يتسبب في التآكل البدني للجسم. 2. يجعلك رفاقك أكثر صحةً بشكل عام أظهرت الدراسات التأثير الصحي من خلال مقارنة الإحصائيات البيولوجية للأشخاص الذين أبلغوا عن العزلة، مع أولئك الذين أبلغوا عن وجود الكثير من الأصدقاء على مدار حياتهم، باستخدام أربع دراسات كبيرة شملت مئات الآلاف من الأشخاص، تتراوح أعمارهم بين 12 و91 عاماً، قارن الباحثون المؤشرات الحيوية مثل ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم ومحيط الخصر ومستويات بروتين سي التفاعلي. 3. قد تساعد الصداقات في الحفاظ على عقلك يقظاً وجدت دراسة أجريت عام 2012، أن خطر الإصابة بالخرف لدى كبار السن يزداد مع شعورهم بالوحدة، تابعت الدراسة أكثر من 2000 مقيم في هولندا، تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر على مدى ثلاث سنوات، لم يكن أي من المشاركين مصاباً بالخرف في بداية البحث، لكن 13.4 بالمائة ممن قالوا إنهم شعروا بالوحدة في بداية الدراسة، أصيبوا بالخرف خلال فترة الدراسة؛ مقارنة ب 5.7 بالمائة ممن لم يشعروا بالوحدة. وكتب الباحثون في مقالهم: «حقيقة أن» الشعور بالوحدة «كان مرتبطاً بظهور الخرف، يشير إلى الغياب الملحوظ للارتباطات الاجتماعية ويزيد من خطر «التدهور المعرفي». 4. الأصدقاء يؤثرون علينا «للأفضل أو للأسوأ» بعد دراسة أجريت عام 2007، وجدت أنه عندما يسمن شخص ما بأوزان زائدة؛ فإن أصدقاءه يكونون أكثر عرضة للإصابة بالسمنة أيضاً، قام الباحثون بسحب البيانات من دراسة صحية كبيرة، دراسة فرامنغهام للقلب، تتبعت الناس بمرور الوقت؛ مما سمح للباحثين باستخلاص استنتاجات سببية، إذا أصيب شخص ما بالسمنة خلال فترة الدراسة، وجدوا أن أصدقاء هذا الشخص كانوا أكثر عرضة بنسبة 57٪ للإصابة بالسمنة أيضاً. وأشار الباحث في الدراسة جيمس فاولر، أستاذ الصحة العامة العالمية في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، في بيان إلى أن العكس كان صحيحاً أيضاً، كما أن الناس يأخذون إشارات من أصدقائهم الذين يمارسون الرياضة أو يأكلون جيداً لإنقاص الوزن، كما أكدت دراسة منفصلة عام 2011 هذا. قال فاولر: «عندما نساعد شخصاً واحداً على إنقاص وزنه؛ فإننا لا نساعد شخصاً واحداً فقط؛ بل نساعد الكثيرين، وهذا يحتاج إلى أن يؤخذ في الاعتبار من قِبل محللي السياسة وأيضاً من قِبل السياسيين الذين يحاولون تحديد أفضل الإجراءات لجعل المجتمع أكثر صحة». 5. يمكن لصديق مقرب مساعدتك خلال الأوقات الصعبة نحتاج جميعاً إلى شخص ما نتكئ عليه، وجدت دراسة رئيسية نُشرت في مجلة The Lancet في عام 1989، أن النساء المصابات بسرطان الثدي اللائي تم تعيينهن عشوائياً لحضور مجموعات الدعم مع مرضى السرطان الآخرين، أبلغن عن جودة حياة أفضل ويعشن أطول؛ مقارنة بالنساء التي لم تحضر مجموعات الدعم. منذ ذلك الحين، ناقشت دراسات أخرى ما إذا كانت مجموعات الدعم الاجتماعي، تعمل على تحسين وقت البقاء على قيد الحياة؛ حيث تشير بعض الأبحاث إلى أنها تفعل ذلك، بينما لم تجد دراسات أخرى أي تأثير. ومع ذلك، هناك اتفاق واسع النطاق على أن المجموعات الداعمة، تعمل على تحسين نوعية الحياة لدى مرضى السرطان.