اتسمت المناظرة التلفزيونية بين المرشحين لرئاسيات فرنسا، نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاوند أمس، بالعنف من ناحية هولوند، الذي بدا أنانيا بعض الشيء، في ربط الانجازات باسمه، ولم يحترم تدخلات غريمه ساركوزي أثناء الرد على أسئلة الصحافيين.
بينما المشاهد الفرنسي أو المغربي، الذي تابع هذه المناظرة القوية أمس، على شاشات التلفزيون الفرنسي، فقد رسم صورة عن شخصية الرئيس المرتقب في حالة فوز فرانسوا هولوند.
وقد بدا غير ملم بالكثير من الأشياء، وقد يكون ضعف الخبرة و التجربة هما السبب في ظهور هولوند بمظهر قد يؤثر على استطلاعات الرأي التي وضعته في الريادة، وقد تتغير نتيجة الدور الثاني الحاسم، لصالح المرشح نيكولا ساركوزي.
وقد علق ساركوزي على العنف الذي أبداه بين الفينة والأخرى غريمه هولوند، بالقول إنني أعرف "شخصيته".
وشهدت المناظرة التلفزيونية التي جرت أمس بين المرشحين المتأهلين إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية مواقف حادة، من دون أن تسمح لأي من المرشحين على ما يبدو بتحقيق تقدم حاسم على خصمه.
وكان الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي المتأخر عن منافسه المرشح الاشتراكي في استطلاعات الرأي، يأمل بتسجيل نقاط في هذه المناظرة الوحيدة المنظمة قبل الدورة الثانية للانتخابات الأحد المقبل.
وحصل نقاش محتدم بين الرجلين خصوصا على ابرز المواضيع المطروحة للنقاش: أسلوب الرئاسة، الاقتصاد، الهجرة، الطاقة النووية، الاسلام، العلاقات الخارجية، خصوصا مع شمال إفريقيا وافغانسان.
وقال ساركوزي لهولاند: "انت تكذب" بعد اتهامه بان سياساته لا تراعي سوى الميسورين، فرد هولاند "هذه فكرة مهيمنة يفترض ان تكون غير مقبولة بالنسبة الي لكن من فمكم اصبحت امرا اعتياديا".
ويتمتع المرشح الاشتراكي بموقع جيد أمام ساركوزي بعد فوزه ب 28.6% من الأصوات في الدورة الأولى مقابل 27.2% لخصمه.
فقبل أربعة أيام على الاستحقاق ما زال ساركوزي وراء خصمه الذي إشارت استطلاعات الرأي إلى فوزه الأحد بنسبة 53 إلى 54% من الأصوات، حتى لو تمكن من تقليص الفارق في الأيام الأخيرة.
ثم أكد الرئيس المنتهية ولايته أن خصمه لا يمكنه أن يكون جامعا لأنه ترك قريبين منه يهاجمونه و يقارنونه بالأميركي مادوف ويشبهون بعض لقاءاته الانتخابية بما كان يحصل أبان ألمانيا النازية. وهنا رد هولاند "سيد ساركوزي، لن تنجح في أن تظهر نفسك ضحية"، منددا ب "كل المبالغات".
وبشأن الهجرة والنقاش السياسي في فرنسا بشأن اندماج المسلمين، سعى المرشح الاشتراكي الى استجلاب تعاطف بعض الناخبين من خلال تأكيده على انه لن يكون من لحوم حلال في المدارس الفرنسية ولن يتم فصل مواعيد السباحة للرجال والنساء في المسابح.
وفي المسالة الاقتصادية التي بدا اقل ارتياحا في مناقشتها، اكد هولاند عزمه ادخال حق تصويت للاجانب من غير مواطني الاتحاد الاوروبي واللجوء، اذا لزم الامر، الى الاستفتاء.
ووجه هولاند، الذي يطالب باعادة التفاوض على اتفاقية الميزانية الاوروبية ليضاف عليه بند يتعلق بالنمو، اتهاما للرئيس الفرنسي المنتهية ولايته بانه "لم يحصل على شيء" من جانب المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.
وقال فرانسوا هولاند "لو كنتم احرارا في انتهاج هذه السياسة" للنمو "لكنتم اتبعتموها، ميركل هي التي منعتكم، لقد تنازلتم في هذا الموضوع وتحملتم مسؤولية كبيرة".
ورد ساركوزي "أتجرأون على القول انني لم احصل على شيء من المانيا؟". واضاف "هذا خطأ"، "عندما منح المصرف المركزي الاوروبي قروضا ب(فائدة) 1%" للمصارف "في انتهاك لرسالة المعاهدات لقد حصلت على ذلك خلال قمة ستراسبورغ (...) من المانيا" في 24 نوفمبر 2011. واعتبر ساركوزي ان "هولاند لا يعرف اوروبا جيدا".
وتابع هذه المناظرة التلفزيونية التي عرضتها حوالى عشر قنوات تلفزيونية، أكثر من 20 مليون مشاهد في فرنسا وفي شمال إفريقيا خاصة بالمغرب والجزائر.