دراسة مثيرة تربط بين الزواج، وبين الوقاية من أمراض خطيرة تهدد الصحة، مثل أزمات القلب والسكتات، فما تفاصيل تلك الدراسة المحفزة على عقد الرباط المقدس؟ الزواج والقلب لا يوجد شك في قدرة الحب على صنع المعجزات، حيث يحقق للمرء فوائد عضوية ونفسية مختلفة، إلا أن تلك الفوائد أحيانا ما تقترن بالزواج فحسب، وتحديدا من أجل حماية صحة القلب، وفقا لدراسة حديثة.
أوضحت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعات مختلفة في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وأستراليا، ونشرت في جريدة Heart الطبية، أنه بعد ملاحظة نحو 30 دراسة مختلفة، تضمنت أكثر من 2 مليون شخص، تم التوصل إلى علاقة بين الحالة الاجتماعية للمرء، وبين حالة قلبه الصحية.
وجد الباحثون أن فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ترتفع لنحو 42% لدى الأشخاص غير المتزوجين، فيما تزيد مخاطر المعاناة من أمراض الشريان التاجي إلى نحو 16% لديهم، وبالمقارنة بالأشخاص المتزوجين، كذلك أشارت الدراسة إلى أن فرص الإصابة بالأمراض القلبية ترتفع بنحو 35%، لدى الأشخاص المطلقين، فيما تزيد نسبة الإصابة بالسكتات لنحو 16% عن النسبة العادية لدى الأرامل، ما احتاج إلى تفسير سر العلاقة بين الزواج وبين الحماية من كل تلك الأزمات الصحية، ولو بنسب معتدلة.
سر الوقاية كشف الباحثون عن أكثر من سبب وراء وقاية المتزوجين من مشكلات صحية مختلفة، في مقدمتها أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث أوضحوا أن أحد الأسباب الواضحة هنا يتمثل في وجود شريك حياة، يمكنه ملاحظة أي متاعب صحية فور حدوثها للطرف الآخر، بل ويمكنه طلب أو تقديم المساعدة بنفسه إن أمكن، قبل فوات الأوان، وخاصة فيما يتعلق بأزمات القلب التي تتطلب التحرك السريع.
كذلك أكد الباحثون أنه في حال زواج شخصين عاملين، فإن فرص تمتعهما بعائد شهري جيد تعتبر كبيرة، ما يضمن لهما الحصول على العناية الصحية اللازمة في الوقت المناسب، بعكس ما يحدث للرجل أو للمرأة المطلقة أو الأرملة، التي ربما تعجز عن توفير الأموال الخاصة بالعلاج.
يلمح الباحثون أيضا إلى أن التوتر والألم النفسي الذي ينتج عن حدوث الطلاق، يمكنه أن يزيد من فرص المعاناة من مشكلات صحية بالقلب، لذا تتعدد الأسباب التي تؤكد دور الزواج في وقاية المرء من متاعب القلب الخطيرة في نهاية المطاف.