في قرار مفاجئ، أنهى رئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح، أول أمس السبت مهام المدير العام للأمن الوطني "عبد القادر قارة بوهدبة"، ليخلفهُ في المنصب "أونيسي خليفة"، الذي شغل عدة مناصب منها مدير شرطة الحدود مؤخرًا وتقلد سنة 2011 رتبة مراقب شرطة. ولم يذكُر بيان رئاسة الجمهورية أسباب إقالة مدير الأمن الوطني، غير أن رحيل قارة بوهدية يأتي بعد الحفل الدرامي للمغني الجزائري المغترب "سولكينغ" الذي أودى بأرواح خمسة شبان تتراوح أعمارهم ما بين 13 و22 سنة.
وشهدت مديرية الأمن الوطني الجزائري في العام الآخير، ثلاث إقالات لمدراء الشرطة، كانت البداية مع إنهاء مهام اللواء المتقاعد عبد الغني هامل، في 26 جوان 2018 من طرف الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، على خلفية حادثة حجز أكثر من 700 كلغ من الكوكايين مهربة من البرازيل إلى ولاية وهران، التي أدلى فيها الهامل بتصريحات نارية، تحدث فيها عن وقوع تجاوزات وخروقات في التحقيق الابتدائي.
وقاد الهامل جهاز الشرطة لمدة 8 سنوات، وتردّد حديث في الأوساط السياسية بالجزائر عن “تحضيره” ليكون خليفة للرئيس بوتفليقة، لكن لم يكُن أحد يتوقع أن يُودع من كان يوصف ب “الرجل القوي” وراء قضبان سجن الحراش بالعاصمة، رفقة ثلاثة من أبنائه بتهم تتعلق بنهب العقار والثراء غير المشروع، في حين تخضع زوجته وابنته للرقابة القضائية.
وعقب عزل الهامل، جرى تعيين مصطفى لهبيري، مديرًا عامًا للأمن الوطني الجزائري، قادمًا من مديرية الحماية المدنية التي قضى فيها 4 سنوات، وقام لهبيري، خلال فترة إدارته للشرطة، موجة تغييرات في قيادات الأمن.
وقبل تسعة أيام من إنطلاق حراك 22 فبراير المنصرم ضد العهدة الخامسة وللمطالبة بتغيير جذري في النظام، عيّن عبد العزيز بوتفليقة وقتها، عبد القادر قارة بوهدبة، مديرًا عامًا جديدًا للأمن الوطني خلفًا للعقيد مصطفى لهبيري.
وشغل عبد القادر قارة بوهدبة، منصب مدير الشرطة القضائية، كما تقلد سابقًا عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة الشرطة الدولية (أنتربول)، غير أنه وبعد سبعة أشهر من تنصيبه، أقال الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، أول أمس السبت، بوهدبة بصفته مديرًا عامًا للأمن الوطني وعين مكانه خليفة أونيسي، الذي سيُقود جهاز الشرطة.