أكد المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الجهود التي يبذلها المغرب لمواجهة التطرف، واجتثاثه من جذوره، تمثل نموذجا يحتذى على صعيد المنطقة والعالم. ورأى المركز في مقال تحليلي للباحثة وفاء صندي نشره اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "الخبرة المغربية لمحاربة التطرف والإرهاب"، أن نجاح السلطات المغربية خلال السنوات الأخيرة، في مكافحة التطرف والإرهاب، يعزى إلى تبنيها "مقاربة ناجعة متعددة الأبعاد يتداخل فيها ما هو أمني مع ما هو سياسي وتنموي وديني".
وأضاف أن الدولة المغربية حققت خلال السنين الأخيرة نجاحات كبيرة في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، بعد تفكيكها للعشرات من الخلايا الإرهابية وإحباطها العديد من العمليات التخريبية التي كانت تستهدف المنشآت العامة في البلاد.
وأشارت الباحثة، إلى أن هذا النجاح "لم يكن ليتحقق بدون الحفاظ على انتشار الإسلام السمح الذي يشجع على الوسطية، ويدعو إلى نبذ العنف وإعلاء قيم التعايش، وعدم التمييز على أسس دينية أو مذهبية".
ورأت أن الدرس المهم الذي يمكن استلهامه من الحالة المغربية يتمثل في "ضرورة إصلاح الحقل الديني وتجديد خطابه، ونقض النصوص التي يتسلل عبرها المتطرفون والمتشددون والإرهابيون من خلال استغلال أحاديث ضعيفة، أو خارجة عن سياقها الزمني، أو فتاوى منحرفة، من أجل بناء فكر دموي عقيم يسيء لصورة الإسلام والمسلمين".
وسجلت أن المرجعية الدينية المغربية تقوم على المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، وهي تنبني على فضائل الاعتدال والوسطية في كل شيء، وهو ما حصن المغرب على الدوام ضد التيارات المتطرفة.
وفي السياق نفسه، ذكرت الباحثة صندي، بتدشين المغرب ل"معهد محمد السادس لتأهيل الأئمة المرشدين والمرشدات"، المعهد المخصص لاستقبال الأئمة، سواء المغاربة أو من البلدان العربية والإفريقية والأوروبية، تماشيا مع نفس الاستراتيجية التي تهدف إلى بث قيم الإسلام المعتدل لدى الأجيال الشابة من الأئمة المرشدين والمرشدات، وتحصين المغرب من نزعات التطرف التي باتت تنتشر بصورة كبيرة وتهدد عدم استقرار المنطقة والعالم.