قاد جلالة الملك محمد السادس خلال السنة التي نودعها، سياسة دبلوماسية جديدة اتجاه الجارة الجزائر، وفاجأ جلالته حكام قصر المرادية بدعوة مباشرة لإجراء حوار مباشر وبين البلدين لتذويب الخلافات الثنائية. وجاء هذه الدعوة الصريحة لجلالته خلال خطاب المسيرة الخضراء في 6 نونبر الماضي، وأكد جلالته أن المغرب مستعد لحوار مباشر وصريح مع جارته الشرقية الجزائر لتجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين.
وأضاف جلالة الملك، في خطاب بمناسبة الذكرى ال43 لذكرى المسيرة الخضراء، أنه يقترح آلية مشتركة للحوار المباشر بين البلدين، ومستعد لمقترحات الجزائريين لتجاوز الخلاف بين البلدين.
واستشهد جلالته بحديث الرسول صلى الله عليه سلم: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورِّثه"، مشددا على أنه يمد يده للإخوة في الجزائر للعمل معا على تجاوز الخلافات الثنائية.
وقال جلالة الملك: "لقد اعتمدنا مقاربة ناجعة في التعامل مع القضايا الكبرى للبلاد، ترتكز على العمل الجاد وروح المسؤولية داخليا، وعلى الوضوح والطموح كمبادئ لسياستنا الخارجية"، مضيفا: "وقد كان عملنا وما يزال مبنيا على هذه المبادئ مع الجميع، وخاصة الإخوة والأصدقاء والجيران، في المواقف وفي ردود الأفعال".
وأجمع المتتبعون أن هذه المبادرة هي الأولى من نوعها في عهد جلالة الملك محمد السادس، التي يوجّهها المغرب للاخوة الجزائريين، وتهدف المبادرة الملكية إلى إعادة فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ عام 1994، واستحضار مصلحة شعوب المنطقة في الوحدة والتكامل والاندماج، دون الحاجة إلى طرف ثالث للتدخل أو الوساطة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مختلف القضايا الثنائية، وخاصة في ما يتعلق باستثمار الفرص والإمكانات التنموية التي تزخر بها المنطقة المغاربية، ورفع مستوى التنسيق والتشاور الثنائي لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، لا سيما في محاربة الإرهاب وإشكالية الهجرة.