أكد الكاتب والباحث السياسي التركي بكير أتجان أن الدعوة، التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للجزائر من أجل حوار مباشر وصريح يتيح الرقي بالعلاقات بين البلدين، تحمل رمزية أخلاقية وإنسانية، بل وحتى دينية كبيرة. وثمن أتجان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الدعوة التي وجهها جلالة الملك، في خطابه أمس الثلاثاء بمناسبة الذكرى 43 للمسيرة الخضراء، للجارة الجزائر من أجل تجاوز الخلافات التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين، واصفا إياها ب"اليد الممدوة" التي تتوخى تحقيق الازدهار والاستقرار لشعوب المنطقة المغاربية.
وأكد المحلل السياسي التركي أن المغرب لطالما رغب في بناء علاقات جيدة ليس فقط مع الجزائر، ولكن مع كافة جيرانه، لما يجمعها من ماض ومستقبل مشترك.
وسجل أن "هذه ليست المرة الأولى التي تصدر عن المملكة مبادرات لحل المشاكل مع الجزائر، لكن مبادرة أمس لها خصوصيات بالنظر لكونها جاءت في ظروف إقليمية ودولية صعبة يجتازها العالم بأسره، ولاسيما إذا نظرنا إلى ما يجري في إفريقيا والشرق الأوسط، وحتى في بلدان الاتحاد الأوروبي".
وقال إن أهمية هذه الخطوة تنبع من كون العالم برمته يعيش مشاكل تكبر وتتطور، بينما المغرب يطرح حلا لمشاكله مع جارته الجزائر في أسرع وقت ممكن "حل يرضي شعوب المنطقة، وفي مقدمتهما الشعبين المغربي والجزائري".
وأضاف أتجان أن "المغرب كان دائما يبعث رسائل في هذا الاتجاه، ولكن للأسف لم تلق جوابا من القادة الجزائريين"، معبرا عن أمله في أن تكون في هذه المرة استجابة من القيادة الجزائرية باسم الشعب الجزائري، لأن المنطقة في حاجة كبيرة لمثل هذه المبادرات السياسية والإنسانية.
وتوقع، في هذا السياق، أن يتعاطى الساسة الجزائريون بإيجابية مع دعوة المغرب ،لأنهم يدركون أن في هذه الدعوة مصلحة الجزائر والشعب الجزائري أكثر من مصلحة المغرب والمغرب العربي، وذلك بالنظر إلى الظروف الجيو سياسية التي تجتازها المنطقة.