انتقدت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الثلاثاء، قمع قوى الأمن للاعتصام السلمي الذي نظم أول أمس الأحد في الجزائر العاصمة من قبل نشطاء ورؤساء أحزاب سياسية وأعضاء في حركة "مواطنة" للتنديد بالتحضيرات الجارية لولاية رئاسية خامسة للرئيس بوتفليقة. وحول هذا الموضوع، كتبت صحيفة "ليبرتي" أن النظام الجزائري يرفض النظر إلى الواقع ويواصل صم آذانه والركون إلى موقف متقادم يلاحقه مثل ظله، وهي أعراض، لا يستطيع تشخيصها سوى طبيب حاصل على جائزة نوبل، على حد تعبير الصحيفة.
واعتبرت الصحيفة في افتتاحيتها أن الإصرار على الكرم الشعبوي كأسلوب للحكم وإخضاع 40 مليون من الجزائريين الذين لديهم رأي مختلف، يسمى بلغة واضحة مغامرة محفوفة بالمخاطر.
وأوضح كاتب الافتتاحية أن النظام يلجأ بمجرد أن يلاحظ معارضة لخياراته، إلى الانتقام بعد طقوس نقل المعترضين إلى مراكز الشرطة وإشباعهم ضربا بدعوى الإساءة إلى "فخامته".
وتساءلت الصحيفة في هذا الصدد كيف يمكن لحفنة من النشطاء يعترضون على الولاية الخامسة أن تؤثر على اقتراع الربيع المقبل حتى يتطلب الأمر شن هجوم لقوى الشرطة ضدها؟ وأضافت أن الأمر يتعلق حسب طبيب مقيم في مستشفى جامعي بحالة ذهان تدفع إلى القيام بردود فعل مضطربة وغير متحكم فيها.
ولاحظت صحيفة "كل شيء عن الجزائر" الإلكترونية وصحيفة "الخبر" أن الطابع المتكتم والسلمي للاعتصام لم يمنع أجهزة الأمن وعناصر الشرطة من مهاجمة النشطاء وأعضاء حركة "مواطنة" الذين تجمعوا في ساحة الشهداء في الجزائر العاصمة.
وأعربت الصحيفتان عن الأسف لكون هؤلاء النشطاء، الذين جاءوا لتنظيم اعتصام رمزي احتجاجا على "الاستعدادات الجارية" لولاية رئاسية خامسة لعبد العزيز بوتفليقة، لم يكن لهم حتى الوقت لإلقاء خطبهم، مشيرتين إلى أنه "تم بسرعة إلقاء القبض على جميع قادة حركة "مواطنة" وعدد من أطر حزب "الجيل الجديد" واقتيادهم إلى مقر الشرطة".
وأضافت الصحيفتان أن الحركة المكونة من شخصيات وطنية وبعض قادة الأحزاب، إضافة إلى نشطاء حقوق الإنسان ومناضلين سياسيين، يجدون في هذا القمع دليلا جديدا على "عدم شرعية" ما قامت به السلطات الجزائرية.
وأوردت الصحيفتان بيانا لحركة "مواطنة"، وأشارتا إلى أنه على الرغم من الحرص على تنظيم هذا الاعتصام بشكل رمزي إلا أن عناصر الشرطة الذين كانوا يرتدون زيا مدنيا اكتسحوا ساحة الشهداء بسرعة ومنعوا تنظيم الوقفة الاحتجاجية. وأضافتا أن ذلك يعكس السرعة القصوى التي تتدخل بها أجهزة الشرطة عندما يتعلق الأمر بنشاط علني للمعارضة.
وتحت عنوان "إجهاض اعتصام ضد الولاية الخامسة"، كتبت صحيفة "لوكوتيديان دو وهران" أن تنظيم اعتصام ضد الولاية الخامسة ومن أجل دولة الحق والقانون، كان سينظمه أعضاء حركة "مواطنة" في "ساحة الشهداء" في الجزائر العاصمة أجهض في المهد من قبل أجهزة الأمن التي تدخلت بعنف لاعتقال مناضلي الحركة.
وقالت الصحيفة إن من حق الجزائريين الرد ورفض الإذلال المفروض عليهم، مشيرة إلى أن الحركة حذرت من العواقب الوخيمة لغضب شعبي محتمل.