شعب بريس - متابعة قال محمد ضريف، المحلل السياسي والمتخصص في الجماعات الإسلامية، إن ندوة الانتخابات بالمعهد العالي للتدبير بالدارالبيضاء يوم الخميس تحولت عن مسارها بسبب احتكار عبد الاله بنكيران للحيز الزمني المخصص للمداخلات.
وأوضح ضريف، في حوار خاص ب"تليكسبريس" اليوم السبت، أن عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لم يكن منضبطا ولم يلتزم بأبجديات النقاش والإصغاء وإعطاء الفرصة لباقي الضيوف في التحليل وإغناء النقاش حول الانتخابات المقبلة التي ستجرى في 25 من الشهر الجاري.
وأضاف ضريف، أنه تفادى كثيرا الملاسنة مع بنكيران، لكن هذا الأخير تمادى في عدم احترام دور محمد ضريف في التعقيب، عقب كل جولة من النقاش الذي استدعيت إليه مجموعة من الفعاليات السياسية وممثلي الأحزاب الوطنية وحضره طلبة المعهد العالي للتدبير بالدارالبيضاء.
وأكد ظريف، أنه طلب من عبد الإله بنكيران أن يلتزم بأدبيات الحوار، وقال له: "ما تردش علي حتى نكمل المداخلة ديالي، ملي نسالي تكلم"، وحينما شرع ضريف في الكلام، قام بنكيران من مكانه وقال له: "شكون أنت حتى نرد عليك"، ضريف أجابه: "يلا بغيتي ترد سير للطواليط".
وشرح ضريف في حواره الخاص ب"تليكسبريس" كيف أن بنكيران تحدث بالدارجة وهو ما جعله يرد عليه باللهجة ذاتها، لأن معنى "الردان" في الدارجة هو التقيؤ، لذلك يقول إنه اختار نفس مصطلحات بنكيران ليرد عليه.
وكان واحد من الطلبة استفز بنكيران حينما قال ليه: "أنت كتمثل حزب مخزني"، فما كان من بنكيران إلا أن نظر إليه وأجابه: "الله ينعل الكذاب، وقول أمين، راه الحزب ديالي هو اللي اختارني". كما استفزته كلمة ضريف، حينما قال له: هناك فرق بين الفاعلين السياسيين وبين الواجهات السياسية، "الفيترينات".
لكن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يقول محمد ضريف، إنه منذ بداية الندوة وهو غير متحكم في نفسه، وأول ملاسنة كانت له مع مسير الجلسة الصحافي ادريس بناني، حيث اتهم بنكيران الصحافي المذكور بعدم إعطاء بنكيران الوقت الكافي للرد والحديث خلال الجولة الأولى من النقاش.
وكشف ضريف، أن الملاسنات مع عبد الله بنكيران لها تاريخ، ابتدأت منذ التسعينات، وكانت أول ملاسنة جمعتهما في 1997، خلال ندوة في الدارالبيضاء حول حكومة التناوب.
ويقول ضريف بخصوص هذا الأمر، اعرف بنكيران منذ التسعينات، والأمور كانت مقبولة حينما لم يكن أمينا عاما لحزب سياسي، لكن اليوم الأمر يختلف، وعلى بنكيران أن يتعلم كيف ينضبط لأدبيات النقاش ولا يهدر وقت الأخرين، كما حدث في ندوة يوم الخميس بمعهد التدبير بالدارالبيضاء.
كما أن هناك ملاسنة ثانية جمعتهما في القناة الثانية من خلال أحد البرامج سنة 2002.
من جهة أخرى، أمام احتدام الملاسنات في ندوة المعهد العالي للتدبير اضطر جمال أغماني، وزير التشغيل إلى الانسحاب من المنصة احتجاجا على تدني مستوى النقاش، الذي بدا فيه منصف بلخياط وعبد الاله بنكيران غير متحكمين في نفسيهما وأهدرا وقت المداخلات الأخرى.
وكان من بين من دعوا إلى النقاش الذي اتخذ كعنوان له: "الانتخابات التشريعية أية سيناريوهات" منصف بلخياط، وزير الشبيبة والرياضة، ونزار بركة، الوزير المكلف بالشؤون الاقتصادية ومحمد ضريف وعبد الإله بنكيران، بالاضافة إلى ممثلي بعض الأحزاب، ووزير التشغيل.
وعن قراءته في الانتخابات التشريعية المقبلة، تأسف محمد ضريف لما انتهت إليه الندوة التي كان من المنتظر أن تخرج بقراءات للانتخابات المقبلة، لكن أكد في حديثه الخاص ل"تليكسبريس" أن الرهان الحقيقي الآن هو تنزيل الدستور الجديد تنزيلا حقيقيا.
وعلى الأحزاب أن تلتزم بذلك والعمل على إجراء انتخابات نزيهة، تعيد الأمور إلى نصابها، ويرى ضريف أن كل الأحزاب بدون استثناء خاسرة، إذا لم تعمل على تنزيل الدستور الجديد وتطبيقه بطريقة سليمة.
وعن تصوره للشخصية التي من الممكن أن تقود الحكومة المقبلة، قال محمد ضريف: لا يهم من هو الحزب سواء كان العدالة والتنمية أو الأصالة والمعاصرة أو الاستقلال أو الأحرار، المهم عندي أن المغرب يواجه رهانا كبيرا وصعبا، وعلى الأحزاب أن تعيد أولا الثقة للمواطن.
وتأسف ضريف لكون الأحزاب الوطنية في كل خطاباتها التي بدأت تذاع في القنوات العمومية وغيرها من وسائل الإعلام تنفر المواطن من السياسة.
وخير مثال على ذلك، خطاب الأمين العام للعدالة والتنمية عبد الاله بنكيران في لقاء 90 دقيقة في "ميدي أن تيفي"، حيث تحدث بنكيران كثيرا ولم يقل للمواطنين شيئا.
لكن ضريف ختم حديثه ل"تليكسبريس" بأنه لا يمكن الحكم على حزب العدالة والتنمية من خلال شخص يدعى عبد الاله بنكيران.