قال وزير أروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، مساء أمس الاثنين بباريس إن المغرب وفرنسا يتقاسمان نفس الالتزام والتشبث بالسلم والأمن في العالم. وقال رئيس الدبلوماسية الفرنسية في كلمة خلال حفل استقبال أقامه سفير المغرب بفرنسا، شكيب بنموسى بمناسبة عيد العرش "يحرصان على الانفتاح والنهوض بالحوار عندما يكون هناك تهديد للسلم والاستقرار"، مشيرا في هذا الصدد على سبيل المثال، الى التزام البلدين من اجل إيجاد حل للأزمة الليبية.
وأضاف ان المغرب وفرنسا يواجهان معا تحديات العالم الحالي والمستقبلي، مبرزا ان البلدين يعملان يدا في يد، في المحافل الاقليمية او المتعددة الاطراف من اجل حماية مصالحهما، والدفاع عن مواقف مشتركة.
وأبرز وزير الخارجية الفرنسي المساهمة الاساسية للمغرب في عمليات حفظ السلم بافريقيا، مشيدا بالجنود المغاربة الذين قتلوا مؤخرا بجمهورية افريقيا الوسطى .
واكد رئيس الدبلوماسية الفرنسية من ناحية اخرى ان المملكة المغربية منخرطة في مسلسل إصلاحات طموحة ، تهدف الى تحديث المؤسسات من خلال تنزيل دستور 2011 ،وصعود اقتصادي ،وادماج البلاد في شبكات التبادل والعولمة، مسلطا الضوء على العلاقة المتميزة "المتينة والمتجذرة في التاريخ" بين المغرب وفرنسا.
وذكر في هذا الصدد بأن الرئيس ايمانويل ماكرون حرص خلال زيارته للمغرب في يونيو الماضي، شهرا بعد تنصيبه، على تجديد التأكيد على الاهمية السياسية والاستراتيجية للشراكة الثنائية.
وعلى صعيد آخر قال جان إيفل لودريان ان بلاده تتطلع الى تعزيز أكثر لتعاونها مع المغرب في مجال مكافحة الارهاب ، خاصة بين مصالح الاستخبارات، معتبرا ان المعركة ضد الجهادية يجب ايضا خوضها على المستوى الثقافي والمعرفي من اجل وقاية الشباب من التطرف.
ولدى تناوله لقضايا التعاون بين البلدين في مجال البيئة، اكد لودريان ان فرنسا والمغرب عازمان على تنفيذ اتفاق باريس الحاسم بشكل" شامل ولا رجعة فيه "، وهو ما تهدف إليه القمة التي اعلن الرئيس ايمانويل ماكرون عن تنظيمها في 12 دجنبر المقبل حول المناخ .
وقال في هذا الصدد "يمكننا الاعتماد على دعم والتزام المغرب الى جانبنا" في هذا المجال".
واضاف "ان مشاريعنا المشتركة وخاصة في ميدان الطاقات المتجددة، توحد مستثمرينا، ومهندسينا، ومقاولاتنا"، مذكرا بان الوكالة الفرنسية للتنمية، تخصص جزء من نشاطها المرتبط بالمناخ، لتمويلات مشتركة ،كما هو الشأن بالنسبة للمحطة الطاقية بورززات، وترامواي الرباط والدار البيضاء، ومشروع القطار فائق السرعة بالمغرب.
وتطرق الوزير الفرنسي من جهة أخرى الى التعاون الثنائي في مجال التعليم العالي، والذي يسمح للشباب بالتطور، مضيفا ان الثقافة تشكل عنصرا اساسيا للصداقة والحوار بين الشعبين.
وابرز في هذا السياق غنى وتنوع التعاون الثقافي والفني، مذكرا بأن المغرب حل سنة 2017 ضيف شرف على معرض الكتاب بباريس، فيما احتضن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر معرض بيكاسو.
ودعا جان إيف لودريان الى تطوير مشاريع التعاون بين المغرب وفرنسا في اتجاه افريقيا ، مشددا على اهمية تمتين الشراكة الثنائية،مع الاستمرار في رسم آفاق جديدة.
واعلن في هذا الصدد انه سيقوم قريبا بزيارة للمغرب من اجل تقييم التعاون الثنائي ، مع نظيره المغربي ناصر بوريطة.
من جهته اكد شكيب بنموسى ان الحوار السياسي المنتظم، والرفيع المستوى بين البلدين، يتجاوز فترات الانتقال السياسي، ويضمن الاستمرارية الاستراتيجية للشراكة وتعميقها، مبرزا ان ذلك هو ما شكل هدف زيارة الصداقة والعمل التي قام بها الرئيس ماكرون للمغرب، والتي كانت من بين أولى تنقلاته الى الخارج، وهي الزيارة التي تشكل تجسيدا لهذا القرب الفريد، وبادرة صداقة حظيت بتقدير كبيرا من لدن الشعب المغربي .
وقال ان المغرب وفرنسا يجمعهما مصير مشترك وحسن الجوار مما يمكنهما من الالتقاء حول القضايا الكبرى، وتنسيق مبادراتهما من اجل رفع التحديات العديدة التي تواجهها المنطقة الاورو – متوسطية والافريقية .
كما تطرق السفير للتعاون بين المصالح الامنية والاستخباراتية والقضاء من اجل التصدي للارهاب، والذي يساير جهود الوقاية من التطرف،والنهوض بالصورة الحقيقة لللاسلام، مذكرا من ناحية اخرى بان البلدين ضاعفا جهودهما من اجل وضع اتفاق باريس حول المناخ ضمن دينامية لا رجعة فيها على الرغم من شكوك البعض.
واكد ان مستقبل العلاقات المغربية الفرنسية، يتسع بافريقيا القارة التي التزم معها المغرب بشكل قوي، والتي يقوم فيها بمبادرات لفائدة الاستقرار والامن والتنمية، مشيرا الى ان الزيارات الملكية العديدة، بالقارة، وعودة المملكة الى الاتحاد الافريقي، وتقدمه بطلب الانضمام الى السيدياو، يضفي دينامية على عمله المؤسساتي بالقارة، ويتيح تطوير تعاون متعدد الابعاد جنوب – جنوب، فضلا عن تعاون ثلاثي (رابح – رابح) لفائدة الشباب الافريقي.
حضر حفل الاستقبال عدد من اعضاء الحكومة الفرنسية ، وبرلمانيين، ودبلوماسيين معتمدين بباريس، فضلا عن عدد من اعضاء الجالية المغربية المقيمة بفرنسا .