أكدت صحيفة "الوطن" البحرينية أن المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، يواصل أمانة الدفاع عن القدس، وتكريس العمل التضامني الميداني الملموس لفائدة الساكنة المقدسية. وكتبت صحيفة "الوطن"، في تعليق لها على الرسالة التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم الأربعاء الماضي إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريريس، حول الممارسات الإسرائيلية في القدسالمحتلة والمسجد الأقصى، أن المغرب "الذي سخر جهوده على امتداد عقود بقيادة جلالة المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني لتقديم كل أشكال الدعم لحماية القدس منذ المحاولة الآثمة لإحراق المسجد الأقصى، يواصل اليوم بقيادة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس بحكمة وثبات ومصداقية، وبروح من الالتزام، أمانة الدفاع عن القدس حريصا على تكامل الجهود العربية والإسلامية والدولية لإنهاء الصراع، مكرسا عملا تضامنيا ميدانيا ملموسا لفائدة الساكنة المقدسية، علما أنه يتحمل باعتزاز القسط الأكبر في تمويل المشاريع العمرانية والتعليمية والصحية لوكالة بيت مال القدس الشريف".
وقالت الصحيفة، في تعليقها بعنوان "رسالة ملك المغرب رئيس لجنة القدس للأمين العام الأممي.. التزام وثبات ومصداقية في الدفاع عن القدس الشريف"، إنه في خضم الأحداث التي تشهدها القدس، وخاصة في محيط المسجد الأقصى المبارك، بادر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بمخاطبة الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة محذرا من خطورة الإجراءات الإسرائيلية.
وأضافت أن جلالة الملك أشار، في هذه الرسالة، إلى عدد من الحقائق، وهي أنه في كل مرة تلوح فيها بوادر لإحياء عملية السلام تلجأ إسرائيل إلى افتعال التوتر لإجهاض الجهود الإقليمية والدولية، و أيضا تمادي إسرائيل في تدابير استفزازية من قبيل؛ الاحتفال بمرور 50 سنة على "ضم القدس"، والتوسع في بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي والتهجير القسري، وعرض مشروع قانون على" الكنيست" يقضي بإلزام المدارس العربية تدريس المناهج الإسرائيلية لطمس الهوية الحضارية والثقافية للقدس الشريف، والتطاول على حق ولوج أماكن العبادة والتضييق على حرية ممارسة الشعائر الدينية، بما في ذلك المجازفة بطرح مشروع قانون لمنع رفع الآذان، فضلا عن وضع كاميرات للمراقبة وبوابات إلكترونية لتفتيش المصلين بالمسجد الأقصى وغيرها من الإجراءات المستفزة وغير المقبولة.
وسجلت أن جلالة الملك حث الأمين العام للأمم المتحدة على "التدخل العاجل والتحرك الحازم للمجتمع الدولي وقواه الفاعلة لإلزام إسرائيل على وقف هذه الممارسات وإلغائها"، وشدد على أن مصير القدس يخضع لمفاوضات الحل النهائي، رافضا مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
كما أشارت إلى تأكيد جلالة الملك على الطابع الروحي الرمزي العميق للقدس ورفض سياسة الأمر الواقع، وتحذير جلالته من أن الإجراءات الإسرائيلية اللا قانونية من شأنها تأجيج مشاعر العداء والتطرف والعنف وضرب قيم الوئام والتعايش والتسامح بين أتباع الديانات السماوية، معربا عن الأمل في تغليب إسرائيل منطق العقل والحكمة والجنوح نحو السلام بما يمكن من إقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .
وأكدت صحيفة (الوطن) أن مخاطبة جلالة الملك للأمين العام هو تذكير واضح بمسؤولية الأممالمتحدة في إيجاد حل لقضية الشعب الفلسطيني الذي يظل آخر شعب تحت الاحتلال، علما ان قرارات هذه المنظمة، بما فيها الصادرة عن مجلس الأمن تعتبر القدس الشرقية أرضا محتلة بموجب مبادئ القانون الدولي، كما أن المساس بحرمة المقدسات انتهاك لأحكام اتفاقية جنيف 1949 وبروتوكولاتها واتفاقية لاهاي 1954 .
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من وسائل الإعلام البحرينية الأخرى، ومنها وكالة أنباء البحرين، و" أخبار الخليج " و"البلاد "، أولت اهتماما خاصا للرسالة الملكية وخصصت لها حيزا كبيرا ضمن نشراتها.