ذكرت وسائل إعلام كثيرة أنه تم أمس الثلاثاء تنظيم وقفة تضامنية مع حراك الريف بولاية بجاية الجزائرية، وزعمت وسائل الإعلام المذكورة أن الأمازيغ هم الذين قاموا بذلك تضامنا مع إخوانهم أمازيغ المغرب، مطالبين بإطلاق سراح الموقوفين بالحسيمة ونواحيها، لكن من غباء المخابرات الجزائرية أنها لم تتقن المسرحية بكامل فصولها وتركت بعض الثغرات. الناظر في الصور التي رافقت المقالات المتعلقة بهذه الوقفة يغيب عن عينيه أي وجود للعلم الأمازيغي وحضور كثيف للأعلام الجزائرية، فالحركة الأمازيغية ترفض رفع الأعلام الوطنية بل ترفع علمها الخاص الذي صممه أستاذ فرنسي في أحد المعاهد بفرنسا سنة 1966، وبالتالي فإن هذه الثغرة فضحت المخابرات الجزائرية.
مما سبق يتبين للعيان أن الذي يقف وراء هذه الوقفة التضامنية هو المخابرات الجزائرية، حتى تحرج في ظنها المغرب أمام العالم وأمام المنظمات الدولية، ولكن المشكل أن الجزائري يصعب عليه الاحتجاج لأن السلطات تكتم على أنفاسه أي لم يعهد الوقفات الاحتجاجية مثل المغرب الذي يتم فيه تنظيم حوالي 10 آلاف شكل احتجاجي سنويا، وعندما يحتج الدجزائريون يصطدمون بالعسكر الذي يكسر عظامهم ويطلق عليهم الرصاص الحي.
لعبة المخابرات الجزائرية أضحت مفضوحة بشكل كبير، حيث لا يمكن أن يتم تنظيم وقفة للأمازيغ دون الراية الأمازيغية وهم الذين يطالبون بالاستقلال عن الدولة الجزائرية فكيف يرفعون الأعلام الوطنية؟
لقد وصل العبث بالسلطات العسكرية الجزائرية، ذات الواجهة المدنية الميتة سريريا، أن تحشر نفسها في موضوع مغربي يتعلق بالاحتجاجات الاجتماعية المطالبة ببعض الحاجيات الضرورية للعيش الكرم، وهذا ما يؤكد من جديد أن "اللعبة" الاستخباراتية في حراك الريف غير غائبة وأن المخابرات الجزائرية لها يد فيما يجري عن طريق عملائها ببعض الدول الأوروبية الذين يحركون بعض الشباب بالحسيمة ونواحيها.