بدأ متمردون ماركسيون في كولومبيا محادثات سلام رسمية مع الحكومة في محاولة لإنهاء صراع مستمر منذ خمسة عقود، وراح ضحيته مئات الآلاف وأضر بالاقتصاد وتسبب في تشريد الملايين. ويأمل متمردو جيش التحرير الوطني، ثاني أكبر جماعة للمتمردين في البلاد، في التوصل إلى اتفاق مع الحكومة على غرار الاتفاق الذي تم التفاوض بشأنه العام الماضي مع جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) ويسمح للمتمردين بتشكيل حزب سياسي مقابل إلقاء سلاحهم.
ويصنف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جيش التحرير الوطني الذي يصل عدد مقاتليه إلى 2000 كجماعة إرهابية. وخربت الجماعة وقصفت بنية أساسية للنفط والكهرباء وخطفت المئات على مدى 52 عاما بهدف جمع الأموال من أجل الحرب والضغط على الحكومة.
وكانت المفاوضات التي تستضيفها الإكوادور قد علقت منذ نوفمبر لحين إطلاق سراح سياسي تحتجزه الجماعة كرهينة لنحو عشرة أشهر.
وقال بابلو بلتران وهو مفاوض عن جيش التحرير الوطني، في مستهل المحادثات خارج كيتو، أمس الثلاثاء 7 فبراير، "لحسن الحظ نحاول اليوم في كولومبيا للتوصل إلى حل سياسي للصراع."
ومحادثات كولومبيا مع الجماعة منفصلة عن مفاوضاتها مع فارك لكن جدول الأعمال سيشمل قضايا مماثلة كالمشاركة السياسية ونزع السلاح وتعويض الضحايا.
وقال كبير مفاوضي الحكومة خوان كاميلو رستريبو إن الجانبين سيظلان "مخلصين" لجدول الأعمال وسيتفاوضان بأسرع ما يمكن.
وقتل أكثر من 220 ألف شخص في الصراع بكولومبيا. ومن غير المرجح أن يضع السلام مع جماعتي التمرد حدا للعنف في بلد يعاني أيضا من تهريب المخدرات لكنه قد يسمح بالتنمية الاقتصادية في مناطق كان يتعذر الوصول إليها وتوجيه المزيد من الموارد لمحاربة العصابات الإجرامية الآخذة في التنامي.