شعب بريس- وكالات يبدو أن بعض الانتقادات التي استهدفت رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته لمصر تحولت إلى تونس في ثاني محطة يصل إليها في جولته بدول الربيع العربي.
لكن الانتقادات هذه المرة لم تصدر من جهات إسلامية بل جاء من نشطاء سياسيين وإعلاميين تونسيين استنكروا الاستقبال الشعبي أو "المليوني" الذي دعت له بعض الأطراف الحزبية لموكب رئيس الوزراء التركي، متسائلين عن دوره وما قدمه خلال الثورة التونسية.
بل ذهب آخرون إلى اعتبار أن أردوغان يسعى من خلال زيارته لتونس ودول الثورات العربية للترويج لمصالح تركيا وتوسيع نفوذها في المنطقة، وليس لخدمة تلك الدول ومصالح شعوبها. زيارة أردوغان لتونس حملت معها الكثير من المفاجآت وأظهرت الصراع الخفي وانعدام التوافق بين رئيس الوزراء المؤقت الباجي قائد السبسي وحزب النهضة وزعيمها راشد الغنوشي الذي حشد معه أنصاره وتوجه لمطار تونسقرطاج تمهيداً لاستقبال أردوغان الذي توقع كثيرون أن تحط طائرته مساء أمس بمطار قرطاج، لكن تم تحويل وجهتها لمطار العوينة العسكري، حيث كان في استقباله الوزير الأول التونسي الباجي قائد السبسي وأعضاء من حكومته المؤقتة وفقاً لما تقتضيه الأعراف الدبلوماسية والبروتوكولات عند استقبال رؤساء الدول.
واستفز هذا الموقف زعيم حركة النهضة وأنصاره الذين طال انتظارهم لأردوغان في مطار قرطاج، ما دفع بالغنوشي إلى توجيه سهام النقد للحكومة التونسية المؤقتة، متهماً إياها بالتقصير في إظهار مظاهر الفرح بقدوم أردوغان بعد أن استهل خطابه بالثناء عليه ذاكراً خصاله ودوره في إرساء التنمية الاجتماعية والاقتصادية في تركيا على أسس إسلامية، واصفاً إياه "بالقائد الكبير".
المفاجأة الثانية التي أسعدت هذه المرة راشد الغنوشي وأنصار حركة النهضة واعتبرها كثيرون رداً لاعتبار الجماهير العريضة التي قدمت لتحية رئيس الوزراء التركي بعد أن تركوا في موقف لا يحسدون عليه، تمثلت في توقف موكب أردوغان وسط الطريق، حيث نزل من سيارته وحيا الحشود التي قدمت لاستقباله ومعها الغنوشي لتتعالى بعدها هتافات الحاضرين: "الشعب يريد تكريم أردوغان".
يُذكر أن رئيس الوزراء التركي يزور تونس قادما من مصر، في زيارة رسمية استغرقت يومين تلبية لدعوة الوزير الأول في الحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي.