شعب بريس- رويترز أرسل حكام ليبيا الجدد مقاتلين إضافيين إلى بني وليد أثناء الليل استعدادا لمواجهة مع أنصار الزعيم الليبي المخلوع معمر ألقذافي الذين ربما يكون بينهم أبناؤه أو القذافي نفسه.
وفي اتصال هاتفي مع قناة تلفزيونية مملوكة لسوريين يوم الخميس توعد القذافي بمواصلة المقاومة لمقاتلي المجلس الوطني الانتقالي وحلف شمال الأطلسي وقال إن قافلة عسكرية دخلت النيجر هذا الأسبوع وأذكت التكهنات بأنه على وشك الفرار ليست الأولى.
وقال في مكالمة ذكر تلفزيون الرأي أنها أجريت من داخل ليبيا "ارتال طالعة وماشية إلى النيجر من البضائع والناس الداخلة والخارجة يقولوا القذافى طالع إلى النيجر وليست أول مرة تدخل وتطلع الارتال."
ومكان القذافي لغز منذ اقتحم مقاتلو المعارضة مقر إقامته في طرابلس منذ نحو أسبوعين. وبني وليد واحدة من بضع بلدات مازالت في أيدي أنصاره رفضت الاستسلام.
وقال مسئولون من المجلس الوطني الانتقالي أنهم أرسلوا تعزيزات بعد تقارير عن أن القذافي وجه نداء للبلدة لتقاتل.
ورأى مراسلون من رويترز قافلة من الشاحنات الصغيرة التابعة للمجلس الانتقالي متجهة إلى بني وليد وتقل عشرات المقاتلين الذين يحملون قاذفات صاروخية (ار.بي.جي) ويرددون هتافات مناهضة للقذافي.
وقال جمال قورجي وهو قائد وحدة تابعة للمجلس "سنتحرك إلى بني وليد ببطء. كانت هناك رسالة في بني وليد من القذافي هذا المساء."
وأضاف "كان يحشد قواته ويدعو الناس للقتال. انه مختبئ في حفرة في الأرض مثل العراق" في إشارة إلى الزعيم العراقي الراحل صدام حسين الذي عثر عليه مختبئا في حفرة بعد تسعة اشهر من الإطاحة به عام 2003 .
وخارج البلدة يوم الأربعاء رسم مقيمون يغادرون عبر نقطة تفتيش تابعة للمجلس في وشتاتة القريبة صورة يائسة على نحو متزايد.
وقال صلاح علي (39 عاما) "الناس مرعوبون... لكن كثيرين مازالوا يدعمون القذافي لان النظام كان يدفع لهم أموالا ولان كثيرين ارتكبوا جرائم ويخشون الاعتقال."
وأثارت وكالات إغاثة مخاوف بشأن الظروف الإنسانية هناك وفي بضع مدن أخرى لا تزال تحت سيطرة الموالين للقذافي. وانقطعت الاتصالات معها.
وأرسل المجلس مبعوثين إلى النيجر المجاورة لمحاولة منع القذافي وأتباعه من الفرار من العدالة بالهروب عبر حدود صحراوية نحو دول افريقية صديقة. ووصلت قافلة إلى النيجر هذا الأسبوع لكن الأخيرة تقول أن القذافي لم يكن بها.
وقال فتحي البعجة مسؤول الشؤون السياسية بالمجلس الوطني لرويترز في بنغازي أن المجلس يطلب من جميع الدول ألا تقبله وأضاف أنهم يريدون هؤلاء الناس من اجل تنفيذ العدالة.
وأضاف أن الزعيم المخلوع ربما يكون بالقرب من الحدود مع النيجر او الجزائر في انتظار فرصة للتسلل عبرها.
وقال مسؤول كبير آخر بالمجلس الانتقالي انه تم رصد القذافي هذا الأسبوع في منطقة بالصحراء في جنوب ليبيا.
لكن مسؤولين من المجلس قرب بني وليد في الشمال قالوا إنهم يعتقدون أن اثنين من أبناء القذافي وربما القذافي نفسه داخل البلدة.
وقال عبد الله كنشيل المفاوض من المجلس الانتقالي بخصوص التقارير بشأن وجود القذافي في البلدة أن هذا يفسر سبب مقاومة بني وليد. وأضاف أن من المؤكد أن اثنين من أبنائه هناك.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) انه ليس لديها ما يشير إلى مغادرة القذافي لليبيا. وأكدت النيجر التي استقبلت مسؤولا امنيا ليبيا كبيرا هذا الأسبوع أن القذافي لم يعبر حدودها.
وقالت واشنطن أنها اتصلت أيضا بحكومات النيجر ومالي وموريتانيا وتشاد وبوركينا فاسو وهي مستعمرات فرنسية سابقة فقيرة كانت تستفيد من سخاء القذافي في إفريقيا وحثتها وزارة الخارجية الأمريكية على تأمين حدودها واعتقال ونزع سلاح مسؤولي القذافي.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرا باعتقال القذافي وابنه سيف الإسلام بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أن على أي دولة يوجد بها القذافي تسليمه لمحاكمته وهي تصريحات كررها السفير الأمريكي في ليبيا جين كريتز.
غير انه مع الإطاحة به تكشفت معلومات عن المدى الذي ذهب إليه مسؤولون أمريكيون وبريطانيون في التعاون مع القذافي حتى وقت قريب. وكان القذافي منبوذا في الغرب لكن واشنطن ولندن تعاملتا معه مجددا في السنوات العشر الأخيرة.
وأظهرت الوثائق التي عثرت عليها رويترز في طرابلس أن فرعا بريطانيا لشركة جنرال داينامكس التي يقع مقرها في الولاياتالمتحدة قام بتحديث الدبابات وناقلات الجند للكتيبة التي يخشى بأسها بقيادة خميس ابن القذافي حيث كانت الشركة تعمل حتى يناير كانون الثاني من العام الحالي بعد أن بدأت احتجاجات "ربيع العرب" في تونس.
وقالت الشركة أن العتاد ربما كان جزءا من عقد قيمته 135 مليون دولار ابرم في مايو أيار 2008 مع الشركة الفرعية البريطانية في إطار ما وصفته في ذلك الوقت "بمبادرات المملكة المتحدة لتحسين الروابط الاقتصادية والتعليمية والدفاعية مع ليبيا."
وفي بلدة القلعة على بعد نحو 120 كيلومترا جنوب غربي طرابلس تجمع الآلاف لدفن جثث 35 شخصا قالوا انه تم العثور عليها على مقربة وكانت جثثهم موضوعة في حاوية شحن.