تطرقت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" إلى خطاب ترامب المنهجي بشأن مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أنه يعزو نجاحات "داعش" إلى "الأخطاء الكارثية" لأوباما وكلينتون. وجاء في مقالة للصحيفة، حسب ما أورده موقع روسيا اليوم، أن المرشح الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية، دونالد ترامب وجه، يوم 15 غشت في جامعة ينغستاون بولاية أوهايو، انتقادات شديدة اللهجة إلى باراك أوباما وهيلاري كلينتون، واتهمهما بارتكاب "أخطاء كارثية" تسببت في ظهور "داعش".
وعند مقارنته "الحرب الباردة" بمكافحة "داعش"، تضيف ذات الصحيفة، طالب ترامب "بخوض حرب إيديولوجية لا هوادة فيها" ضد الإرهاب. ولبلوغ هذا الهدف، قال ترامب إنه سيمنع الهجرة مؤقتا من المناطق "الأكثر خطورة في العالم" إلى الولاياتالمتحدة، ويتعامل مع حلفاء واشنطن وفقا لمستوى مساهمتهم في "مهمة الولاياتالمتحدة بشأن اجتثاث الارهاب الإسلامي".
وأضاف ترامب قائلا: "على غرار انتصارنا في "الحرب الباردة" من خلال فضح شر الشيوعية ونشر قيم السوق الحرة، علينا أن نفعل الشيء نفسه مع "إيديولوجيا الإسلام الراديكالي".
وتضيف الصحيفة، ان برنامج ترامب المضاد للمتطرفين يذكِّر عموما بسياسة الرئيس جورج بوش الخارجية التي أعلنها بعد العملية الإرهابية في 11 سبتمبر عام 2001. ولكن مع مضي الوقت اصطدمت هذه السياسة بنهاية المطاف بخطوات الصينوروسيا، عندها أدرك بوش بأنه لا يمكن التركيز فقط على مكافحة الإرهاب، مع وجود سياسة خارجية متعددة الأطراف لموسكو وبكين.
وقد كان خطاب ترامب محاولة للخروج من الطريق المسدود الذي دخله بنفسه. حيث انتقد زعماء الحزب الديمقراطي لقرار الانسحاب من العراق واعتبره جريمة، وهيلاري كلينتون في محاولة "بناء الديمقراطية في ليبيا"، مشيرا إلى أنها دعت بصوت عال عام 2011 إلى التدخل في ليبيا. وهذا التدخل بالذات انتقده أوباما، ورآه خطوة غير مدروسة.
كما اتهم ترامب هيلاري بأنها "تريد أن تصبح أنغيلا ميركل الأمريكية"، حيث استقبلت ألمانيا عشرات الألوف من اللاجئين السوريين، الذين تركوا بلادهم بسبب الحرب الدائرة هناك بين قوات الأسد والمعارضة. ولم ينتقد ترامب بشار الأسد، بل انتقد إدارة أوباما، التي تصر على رحيل الأسد، على غرار ما حصل لحسني مبارك في مصر. ورأى ترامب في هذا الاصرار سياسة خاطئة لأن هؤلاء "شخصيات قوية" لم تسمح ببروز معارضة إلى السطح في المنطقة.
كما أعلن ترامب أنه سيشكل ائتلافا مع اسرائيل ومصر والأردن لمنع انتشار الإرهاب. وأضاف أن الولاياتالمتحدة ستفوز إذا ما اتحدت مع روسيا ضد "داعش".
غير أن استراتيجية ترامب بشأن محاربة "داعش"، تضي فذات المصادر، تواجه معارضة من جانب عدد من السياسيين في واشنطن. فمثلا، اعترف بيتر فيفير، المسؤول عن استراتيجية واشنطن في العراق في إدارة بوش، بأن ترامب ينتقد بشدة إدارة بوش، في الوقت الذي يستند في خطابه إلى أفكار مكافحة الإرهاب التي تطورت خلال عهد الرئيس بوش.
وقال بيتر فيفير : "هذه ليست نسخة طبق الأصل، نحن لم نفترض يوما الاستيلاء على نفط العراق أو ليبيا، وأظهرنا قلقنا من الخطاب المعادي للإسلام، الذي يمكن أن يؤثر سلبا في معنويات المسلمين المعتدلين".
هذا، وأشار ترامب في خطابه إلى أن أحد عناصر إيديولوجيا مكافحة "داعش" سيكون صداقة الولاياتالمتحدة مع المسلمين المعتدلين والإصلاحيين في الشرق الأوسط.