العثماني تلقى معلومات تقنية من "الحربي" و"أسد الملحمة" و"أبو الخطاب الدليمي" القياديين في القاعدة في ما يخص عملية تفجير مقهى "أركانة" بمدينة مراكش، صرح أنه في شهر مارس 2011، وبعدما انتهى من تحضير المادة الأساسية المتفجرة، بقيت له فقط عملية تسخين وطحن مادة كيماوية، مما جعله يتعمد تأجيل هذه العملية إلى الأيام الأخيرة قبل التنفيذ، لأن هذه المادة تمتص الرطوبة، وذلك قصد إضافتها في العبوتين الناسفتين المستعملتين في التفجير. وعندما وصل إلى مراكش في التاريخ المذكور، على الساعة 10 و30 دقيقة تقريبا، انطلاقا من المحطة الطرقية، توجه راجلا إلى ساحة جامع الفناء، ولدى وصوله إلى هذه الساحة شرع في تصوير بعض الأماكن الممكن استهدافها لاحقا، خاصة تلك التي تكون غاصة بالسياح الأجانب. وهكذا تناول وجبة الفطور بمقهى صغيرة في محيط ساحة جامع الفناء غير بعيد عن موقف حافلة السياح، ثم مر بالقرب من مقهى أركانة بعدما ألقى عليها لمحة خاطفة، قبل أن يتوجه إلى مقهى أخرى، وصعد إلى الطابق الثاني بها، وهناك ارتشف فنجان قهوى بالحليب، وشرع في تصوير المقهى بصفة عامة، باعتبارها هدفا محتملا، وذلك بالتركيز على عدد الكراسي التي توجد بها والموقع الذي سيضع فيه المتفجرات لكي يتمكن من حصد أكبر عدد ممكن من الضحايا الأجانب. بعد حوالي 45 دقيقة غادر المقهى نحو الساحة، وهناك قام بالتقاط صور ل"الفلكلور"، إلا أنه بعد توجهه نحو العربات المجرورة بواسطة الأحصنة (الكوتشيات)، لفت انتباهه عدد كبير من السياح الأجانب بالطابق الأول من مقهى "اركانة"، مما جعله يقوم بتصوير دقيق لهذه المقهى، خاصة الطابق العلوي منها، ليقرر في تلك اللحظة أن تكون هذه المقهى هدفه، لحصد أرواح السياح الأجانب، باعتبارهم ينتمون إلى دول التحالف الصليبي، تماشيا مع توجهات تنظيم القاعدة، الذي كان يكن له كل الولاء. بعد عملية الرصد والدراسة بالمكان المستهدف لمدينة مراكش، رجع إلى آسفي عبر الحافلة التي وصل إليها حوالي الرابعة مساء، حيث ادعى لزوجته أنه كان في رحلة سياحية إلى مدينة البيضاء. وخلال الأيام الموالية، شرع العثماني يتردد على نوادي الإنترنيت، خاصة بحي الزاوية وشارع كنيدي بآسفي، فتمكن من ولوج شبكات إعلامية لتنظيمات إرهابية، وبدأ يطرح أسئلة على "الإخوة" في المنتديات بخصوص مسألة نقل العبوة الناسفة داخل القطار أو على متن دراجة نارية، وعما إذا كان من شأن الاهتزاز والارتجاج أثناء حملها عبر القطار، أن يتسبب في انفجارها. كما بدأ يستفسر عن حجم سمك منطقة وضع الشظايا وكيفية الحؤول دون التقاء الشظايا أو المسامير بالمادة المتفجرة قبل استعمالها. وفي إطار الأجوبة على هذه الأسئلة، تلقى ردودا على المنتدى نفسه من أشخاص يحملون ألقاب "الحربي" و"أسد الملحمة" و"أبو الخطاب الدليمي"، وكانت هذه الأجوبة تصب في الميدان التقني. وأشار إلى أن هؤلاء أخبروه بأن "الإخوة المجاهدين" في أفغانستان يعتمدون طريقة "الطنجرة" كأسلوب عبوات في محاربة الأمريكيين، وباركوا له العملية التي سيقوم بها، ناصحينه بالتحري وعدم إذاية المسلمين. وقبل عملية التفجير بعشرة أيام، قام بتسخين وطحن بعض المواد بواسطة آلة "مولينكس"، قبل أن يصبها داخل سطل بلاستيكي مع تحريكها وخلطها بيديه مستعملا القفازات، وبعد ذلك سكب الخليط داخل كيس بلاستيكي داخل طنجرة الضغط مع كمية كبيرة من المسامير، وبعد عملية أخرى معقدة، استغرقت أياما، كانت العبوة الناسفة الأولى جاهزة للاستعمال، ليشرع في تصنيع الثانية، دون تريث، كما لو كان في سباق مع الزمن.