شعب بريس- متابعة عثر على المغربية حورية المومني (24 سنة)، والحاملة للجنسية الفرنسية، وصديقتها الفرنسية كاساندر بوفيي (29 سنة)، يوم الجمعة الماضي، مقتولتين بمنطقة سالتا شمال غرب الأرجنتين. ويرجح المحققون، الذين وجدوا آثار اعتداء جنسي على الجثتين، تاريخ الوفاة إلى الفترة ما بين 26 و28 يوليوز الماضي.
وأكدت لجنة التحقيق الأرجنتينية أن الضحيتين قتلتا بطريقة بشعة، إذ بعد أن اغتصب الجاني كاساندر بوحشية، أطلق عليها رصاصة أصابت جبينها، في حين تمكنت حورية، التي قاومت محاولة اغتصابها، من الهرب، قبل أن تسقط أرضا وتصيبها رصاصة في الظهر، ورجحت مصادر الأمن الأرجنتينية أن الضحيتين لم تفارقا الحياة إلا في اليوم الموالي لرميهما بالرصاص.
وذكرت وسائل إعلام فرنسية وأرجنتينية أن سلطات الأخيرة ما زالت تواصل البحث في القضية، إذ ألقت الشرطة الأرجنتينية، بعد خمسة أيام من تاريخ وقوع الجريمة، القبض على دانييل فيلد، الذي يشتبه في أن له علاقة بسلاح الجريمة.
وأشارت مصادر أمنية إلى أن جدة المتهم، الذي يمتهن البناء، تقيم قريبا من المنطقة التي عثر بها على جثة الضحيتين. ويعد دانييل خامس مشتبه فيه يعتقل، بعد أن أطلق سراح الأربعة الذين ألقي القبض على أحدهم، الاثنين الماضي، ويدعى فرانشيسكو أرييل تاجدا، الذي يقوم بكراء الخيول بالمنطقة التي وجدت بها الضحيتان، قبل أن يطلق سراحه لعدم كفاية الأدلة.
وفيما تتدارس فرنسا إمكانية فتح تحقيق في مقتل مومني وبوفيي بتنسيق مع تحقيقات الشرطة الأرجنتينية، وصلت عائلتا الضحيتين إلى ساتا، رفقة قنصل فرنسا وسفيرها بالأرجنتين في انتظار تسليمهما الجثتين.
في السياق ذاته، ذكرت جريدة «لوفيغارو» الفرنسية أن فريق التحقيق يجد صعوبات في تحديد ملابسات اختفاء الضحيتين، إذ أكد مارتن بيريز، قاضي التحقيق الأرجنتيني «غياب أي مؤشرات أو شهادات عن فترة اختفاء الضحيتين، منذ تاريخ 15 يوليوز إلى تاريخ اكتشاف الجثتين»، إذ أبانت وثائق كانت بحوزة الضحيتين أنهما دخلتا عشية يوم 15 يوليوز منطقة سان لورانزو، حيث عثر على جثتيهما يوم 29 من الشهر ذاته، أي «يومين أو ثلاثة أيام بعد مقتلهما»، يقول قاضي التحقيق.
من جهة ثانية، أشارت مجموعة من وسائل الإعلام الفرنسية إلى أن التحقيقات مازالت تراوح مكانها، وأن الشرطة تضع كل آمالها في تحليلات الحمض النووي، خصوصا بعد العثور، أول أمس (الأربعاء)، على بقايا ملابس الضحيتين غير بعيد عن المكان الذي عثرت فيه الشرطة على الجثتين.
ويشارك في التحقيق حوالي 80 شرطيا، ترددوا إلى حدود الثلاثاء الماضي، على مكان العثور على الجثتين، بحثا عن سلاح الجريمة، الذي يفترض أن يكون عبارة عن مسدس من عيار 22 ملمترا.
يشار إلى أن حورية مومني وكاساندر بوفيي، اللتين كانتا تدرسان في معهد الدراسات العليا لأمريكا اللاتينية، التابع لجامعة السوربون الجديدة بباريس 3، حلتا بالأرجنتين، منذ 11 يوليوز الماضي، قصد القيام ببحوث تكميلية في دراساتهما العليا، وكان يرتقب أن تغادرا البلد يوم 19 من الشهر نفسه.