تداول ناشطون على الانترنت شريط فيديو يظهر لحظة التفجير الذي هز وسط العاصمة التركية أنقرة، مساء الأحد 13 مارس، والذي اودى بحياة 34 قتيلا، حسبما ذكرت وزارة الصحة، فيما جرح 125 آخرون، منهم 19 حالتهم حرجة. وبحسب الشرطة، فإن الضحايا سقطوا نتيجة تفجير سيارة مفخخة كان يقودها انتحاري بالقرب من حافلة ركاب، ما تسبب بحرق الحافلة بالكامل واحتراق عدد من السيارات المجاورة.
ونقلت وكالة رويترز عن قناة TRT التلفزيونية التركية أن الانفجار وقع بعد اصطدام السيارة المفخخة بحافلة الركاب.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن التفجير وقع في ساحة "قيزيلاي" بالقرب من مخرج محطة مترو "غوفنبارك"، عندما كان المكان مكتظا بالمارة. ويقع موقع التفجير على بعد حوالي 200 متر من مقر رئيس الحكومة التركية.
وأكدت قناة "NTV" المحلية، نقلا عن مصدر في إدارة رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أن الأخير بادر إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي لبحث التفجير الذي هز أنقرة.
وتعليقا على الانفجار، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في بيان نشر على موقعه الرسمي في الإنترنت، أن الهجوم الإرهابي سيعزز إصرار بلاده على مواجهة الإرهاب.
وقال إردوغان: "أدين العمل الإرهابي الذي وقع في أنقرة، في 13 مارس.. وأقدم التعازي لأهالي الضحايا، وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى".
وأضاف: "أصبحت تركيا هدفا للإرهابيين خلال الأعوام الأخيرة بسبب عدم استقرار الوضع في المنطقة.. فإن المنظمات الإرهابية ومن يستخدمها يستهدفون مواطنينا بطريقة دنيئة ودون ضمير.. فيما يتزايد إصرارنا على مكافحة الإرهاب".
ووعد الرئيس التركي بأن "هذا الكفاح سوف يتكلل بالنجاح وإخضاعنا الإرهابيين" سيتحقق.
وقال مسؤول أمني تركي لوكالة "رويترز" إن الدلائل الأولية تشير إلى تورط حزب العمال الكردستاني أو جماعة مرتبطة به في الانفجار.
فيما رجح وزير الداخلية التركي أفكان آلا، الأحد، أن تتمكن السلطات خلال يوم واحد من تحديد الجهة المسؤولة عن التفجير.
وقال آلا للصحفيين:" وقع اليوم في محطة للحافلات في أنقرة تفجير سيارة مفخخة.. ولدينا أدلة جدية.. قد تظهر نتائج أولية للتحقيق غدا، حين ستصل عملية التحقيق إلى مرحلة نتمكن فيها من تسمية المنظمة المتورطة في هذا الهجوم الإرهابي".
من جهته، أدان حزب الشعوب الديمقراطي التركي، الموالي للأكراد، الهجوم، قائلا في بيان صدر عنه الأحد، 13مارس:" نندد بهذا العمل الإرهابي المهول... ونتقاسم ألم الخسارة مع شعبنا.. ونقدم تعازينا لأهالي الضحايا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى".
وحسب وكالة "آسوشيتيد برس"، لم تسمح الشرطة للصحفيين بالوصول إلى مكان الهجوم، خوفا من وقوع انفجار ثان.
وبعد نشر شهود عيان صورا لمكان الانفجار في مواقع التواصل الاجتماعي، حظرت محكمة تركية دخول مواقع "فيسبوك" و"تويتر"، إلى جانب مواقع أخرى على الأراضي التركية، حسبما ذكرت قناة "إن تي في" المحلية.
يذكر أن عددا من مستخدمي الإنترنت واجهوا صعوبات في دخول تلك المواقع الإلكترونية من تركيا. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم.
يذكر أن انتحاريا فجر سيارة مفخخة في أنقرة منذ ثلاثة أسابيع، مستهدفا حافلات نقل عسكرية، مما أدى إلى مقتل 29 شخصا، وتبنى تنظيم "صقور حرية كردستان" المسؤولية عن الهجوم حينها.