في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن ظاهرة القرصنة والسطو على مجهودات الغير، خاصة في ظل انتشار وسائل الاتصال الحديثة وما رافقها من تطور في وسائط التواصل الرقمية وشيوع استخدام الانترنيت، خرجت علينا القناة الاولى المغربية عبر حلقة من برنامج "الرواد" الاسبوعي بمشاهد ولقطات قٌرصنت كلها من برنامج "الشاهد" الذي يعده ويشرف عليه الزميل محمد الضو السراج رفقة طاقمه. وقد فوجئ الزميل محمد الضو السراج، ومعه كل المتتبعين لبرامج القناة الاولى، بحلقة من برنامج "الرواد" الاسبوعي قدمت امس الاثنين على القناة الاولى المغربية، حول شخصية الراحل الدكتور عبد الكريم الخطيب، بعد اكتشاف عملية قرصنة وسطو مرفوضة أقدم عليه معدو البرنامج، الذي تعده شركة connexionMediaبميزانية ضخمة، على اقترافها في حق مجهودات الزملاء الذين اعدوا حلقة من برنامج "الشاهد" وعرضت في القناة الاولى خلال شهري نونبر ودجنبر من سنة 2008 شهرين بعد وفاة الضيف..
واستنكر الزميل محمد السراج الضو، في تصال هاتفي مع شعب بريس، عملية القرصنة هذه، مشيرا إلى انه فوجئ وهو يتتبع مساء أمس الاثنين حلقة من برنامج "الرواد" الاسبوعي على القناة الاولى، بأن "الزملاء الذين قاموا بإعداد هذه الحلقة قرصنوا بالكامل جميع الوثائق والصور والفيديوهات وفقرات صوتية طويلة للدكتور الخطيب من حلقات برنامج الشاهد الذي سبق ان أعددته مع الخطيب قبل وفاته، وعرضت في القناة الاولى خلال شهري نونبر ودجنبر من سنة 2008 شهرين بعد وفاته.." والحصيلة يقول الزميل "ان الشركة المنتجة للبرنامج استولت على الحقوق المعنوية والفكرية للفريق المنتج لبرنامج (الشاهد) بدون ان يبدل معدوها أدنى مجهود في البحث والتنقيب عن المعلومات و الارشيف.."
وأضاف الزميل السراج الضو أن معدي برنامج "الرواد" لم "يعلنوا او يشعروا المشاهد المتتبع بأن اللقطات المقرصنة مستنسخة من برنامج الشاهد، كما جرت العادة وكما هو متعارف عليه دوليا وطبقا للأخلاقيات المهنية في ميدان الصحافة والاعلام.."
وعبر السرج الضو عن أسفه مشبها ما قام به معدو برنامج "الرواد" بشخص غشاش نقل في الامتحان ونجح دون أن يبذل أي مجهود يذكر، وفي هذا الصدد يقول السراج الضو : "الوثائق والصور والفيديوهات المقرصنة من طرفهم تطلبت مني ومن الفريق المتكون من صحافيين أكفاء مثل الزميلين علي مبارك و حميد خباش مجهودا كبيرا في البحث لاجل تجميعها وإعادة توثيقها .." للاسف لقاوها ساهلة .. بحال شي واحد نقل فالمتحان ونجح بلا مجهود ..!!!!"
عملية القرصنة التي اقترفها معدو برنامج "الرواد" يطرح من جديد سؤال الترسانة القانونية التي تؤطر وتحمي الإبداع الفكري وخاصة ما يتعلق منه بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، خاصة إذا تعلق الأمر بقرصنة وسطو تمت داخل قناة عمومية كان حريا بمسؤوليها ان يحرصوا على حقوق الصحفيين والمنتجين وسائر المبدعين الذين يقدمون اعمالهم بها، وهو ما يضعهم في صلب مسؤولية ما وقع من سطو وقرصنة لبرنامج الزميل السراج الضو، الذي صرح لنا انه ينوي تقديم دعوى لدى الجهات المسؤولة ضد شركة connexionMedia التي انتجت حلقات برنامج "الرواد".