قالت صحيفة "فايننشال تايمز"، أمس الثلاثاء، إن تشييد محطة الطاقة الشمسية الحرارية بورزازات يعكس الالتزام القوي للمغرب بحماية البيئة ومكافحة التحولات المناخية. وأوضحت اليومية أن مجمع الطاقة الشمسية بوارزازات هو الأكبر في العالم في مجال الطاقة الشمسية المركزة، مشيرة إلى أن المرحلة الأولى من هذا المشروع الضخم، الذي أطلق عليها "نور-1"، تشتمل على نصف مليون من المرايا المثبتة على مساحة 450 هكتار.
وأضافت أن هذه الألواح الزجاجية المثبتة على ارتفاع 12 مترا تتبع حركة الشمس مما يسمح بالتقاط وتركيز الأشعة طيلة اليوم، مبرزة أن كل مرآة مقعرة ومركزة على أنبوب به سائل ترتفع حرارته إلى 393 درجة بفعل حرارة الشمس المركزة.
وتابعت أنه يتم إيصال هذا السائل بخزان للماء، الذي يتحول بفعل الحرارة إلى بخار يساعد في تحريك "توربينات" كبيرة تولد الطاقة الكهربائية، مشيرة إلى أن هذه التقنية تمكن من مواصلة توليد الطاقة حتى بعد غروب الشمس بفضل الحرارة المخزنة.
وذكرت "فايننشال تايمز" أن إنجاز هذا المشروع سيعزز الاستقلال الطاقي للمملكة وسيسمح لها بتقليص فاتورة الطاقة، وخفض انبعاث الغازات الدفيئة، مذكرة بأن المغرب يستورد أزيد من 95 بالمائة من احتياجاته الطاقية.
وأوضحت أنه لمواجهة الزيادة السنوية في الطلب على الكهرباء ب5 إلى 6 بالمائة والتكلفة الطاقية التي بلغت 6,9 مليار دولار سنة 2009، دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس الحكومة إلى وضع استراتيجية طاقية جديدة مبرزا ضرورة الاستفادة المثلى من الطاقات المتجددة التي يتعين أن تمثل 42 بالمائة من إنتاج الكهرباء في سنة 2020.
وأشارت اليومية إلى أن هذه الاستراتيجية الجديدة، التي تشجع القطاع الخاص على الاستثمار في مجال إنتاج الكهرباء، مكنت من إحداث الوكالة الوطنية لتطوير الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، والوكالة المغربية للطاقة الشمسية.
وخلصت الصحيفة البريطانية إلى أن "المغرب يسير على طريق تحقيق الأهداف المحددة في مجال الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة".
يشار إلى أن المحطة الأولى من مركب الطاقة الشمسية "نور"، التي ستكون جاهزة للعمل بحلول نهاية 2015، ستنتج، في البداية، 160 ميغاواط، فيما لازال "نور2" و"نور 3" قيد التشييد.
ويتوقع أن ينتج، هذا المشروع الضخم، الذي يتضمن بناء عدد من مواقع ومحطات الطاقة الشمسية، 580 ميغاوات سنويا، وهو ما يكفي لتزويد مليون منزل بالكهرباء.