أكد المحامي والخبير في القانون الدولي وشؤون الصحراء، صبري الحو، أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أول أمس الجمعة، بالعيون إلى الأمة بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، يرسي لبنات اقلاع تنموي جديد سيدخل جهات الصحراء مرحلة جديدة من النمو والرخاء الاقتصادي. وأكد الحو، أن خطاب جلالة الملك، الذي كان صارما في لغته وواضحا في معانيه ودلالاته ومستوفيا في مغزاه وأهدافه، يشكل خارطة طريق جديدة، ترسي معالم تنمية محلية واثقة، وحقيقية وتستشرف مستقبلا واعدا للأقاليم الجنوبية بالنظر إلى حجم الاستثمارات التي أعلن عنها جلالته والتي ستحول المنطقة إلى قطب تنموي رائد.
كما أن الخطاب الملكي، يضيف الحو، ذو حمولة نقدية لافتة، وجرأة جلية في تشخيص الاختلالات التنموية الحاصلة، وتقييم أنماط التدبير المتبعة في المنطقة، وهو ما يؤكد أن جلالة الملك، ماض قدما في تفعيل نموذج تنموي حقيقي لجهات الصحراء، ودحض الافتراءات والأضاليل ذات الصلة التي ما فتئت تروج لها الجزائر وصنيعتها "البوليساريو" في المحافل الدولية.
وسجل الحو أن جلالة الملك عاقد العزم على نهج مقاربة تنموية جديدة بجهات الصحراء، في إطار تفعيل الجهوية المتقدمة، مقاربة مستدامة التصور، وقابلة للتطبيق الأمثل، والتأقلم مع مستجدات المرحلة الراهنة، مشددا على أن المغرب بقيادة جلالة الملك، يسير بثبات نحو ترسيخ تنمية جهوية حقيقية باعتبارها سبيلا أمثل لإيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء.
وأكد الخبير في شؤون الصحراء أن المشاريع التنموية الكبرى التي أعلن عنها جلالة الملك بالمناسبة، والتي تلامس احتياجات التنمية بجهات الصحراء، تشكل أيضا ردا بليغا على الادعاءات المغرضة التي ما فتئ خصوم الوحدة الترابية للمملكة يروجون لها، وهو ما يفيد بكون المملكة ماضية قدما وبثبات نحو تحقيق تنمية جهوية حقيقية مستدامة وواعدة.
وأشار إلى أن هذه المشاريع الكبرى ستدخل بما لا يدع مجالا للشك، جهات الصحراء في مرحلة جديدة من النماء والرخاء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة وأن المنطقة برمتها ستشهد انطلاقة تنموية فاعلة كفيلة بتعزيز الاندماج الترابي وتفعيل جهوية متقدمة قادرة على تلبية احتياجات الساكنة المحلية وتحقيق انتظاراتها على كافة المستويات.