أكدت صحيفة (ذا تايمز أوف إنديا) أن المغرب والهند بإمكانهما تعزيز آفاق التعاون في مجال الطاقة الشمسية ومكافحة ظاهرة تغير المناخ. وأوضحت الصحيفة، في مقال على موقعها الإلكتروني نشرته أمس الاثنين، أن الحضور الوازن للوفد المغربي في أشغال الدورة الثالثة لقمة منتدى الهند - إفريقيا 2015 بنيودلهي يعد فرصة سانحة للبلدين لتعزيز تعاونهما في المجال الطاقي وتنسيق جهودهما للتخفيف من ظاهرة تغير المناخ.
وأبرزت أن المغرب هو البلد الإفريقي الذي يستحق اهتماما خاصا من قبل الحكومة الهندية، في سعيها نحو الاعتماد على الطاقة الشمسية التي ستضطلع بدور رئيسي في جهود التخفيف من آثار تغير المناخ في الهند.
وشددت على أن الانخراط القوي للمملكة في مشاريع الطاقة الشمسية يعكس التزام جلالة الملك محمد السادس بوضع المغرب على طريق تحقيق التنمية المستدامة، وتكريس شراكته مع إفريقيا، مشيرا إلى أن جلالته أكد غير ما مرة أن المشاكل الإفريقية تحتاج إلى حلول إفريقية مع القليل من المساعدة والتعاون الدولي، حيث إن المشروع المغربي للطاقة الشمسية يمثل بالضبط هذه المبادرة.
واستعرضت الصحيفة الاستراتيجية المغربية في المجال الطاقي، التي تتطلع إلى توليد نسبة 42 في المائة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2020 ، منها 14 في المائة سيتم توليدها من الطاقة الشمسية، لافتة الانتباه إلى أن "هذا الأمر يظل منطقيا باعتبار أن المملكة لديها واحد من أعلى مستويات التشميس بين الدول (حوالي 3000 ساعة من أشعة الشمس سنويا).
وأشارت إلى أن المخطط المغربي للطاقة الشمسية يستهدف توليد 2000 ميغاوات من قدرة الطاقة الشمسية في السنوات الخمس المقبلة، ما يجعل المشروع طموحا للغاية بالنظر إلى عدد سكان البلاد، البالغ حوالي 33 مليون نسمة.
وفي معرض تأكيدها على أن الطاقة الشمسية أضحت ضرورة ملحة بالنسبة للمغرب الذي يستورد ما يقرب من 97 في المائة من احتياجاته الطاقية الحالية، أشارت الصحيفة الهندية إلى أن الطلب على الطاقة يتزايد بمعدل يبلغ 6 إلى 8 في المائة سنويا، ما يجعل من الطاقة الشمسية حتمية اقتصادية واستراتيجية على حد سواء بالمملكة.
وفي هذا الصدد، أكدت الصحيفة أن المغرب يعمل على ما لا يقل عن خمسة مشاريع صناعية لتطوير الطاقة الشمسية، من بينها المركب الشمسي بورزازات الذي يستحق تنويها خاصا لحجمه، إذ يتم تطويره على ثلاث مراحل (نور 1 ونور 2 ونور 3) على مساحة تبلغ 33 كيلومترا مربعا.
وأضافت أن المشروع الطاقي (نور 1) هو محطة لإنتاج 160 ميغاوات لمدة ثلاث ساعات من سعة التخزين التي ستشرع في إمداد الشبكة نهاية هذا العام، بينما مشروع (نور 2) هو محطة لإنتاج 200 ميغاوات لمدة سبع ساعات من سعة التخزين، ومشروع (نور 3) هو محطة لإنتاج 150 ميغاوات لمدة تتراوح بين سبع وثماني ساعات من سعة التخزين.
وخلصت الصحيفة إلى أن هذه المشاريع الطموحة تدل على الانخراط الجاد للمغرب نحو اعتماد الطاقة الشمسية، لافتة الانتباه إلى أنه بعد الانتهاء من إحداث جميع هذه المركبات الشمسية وتشغيلها، ستتمكن المملكة من تقليص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 3.7 مليون طن.