أكد كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية وتنشيط السياحة وشؤون الفرنسيين في الخارج، ماثياس فيكل مساء أمس الأربعاء بالدار البيضاء أن المغرب وفرنسا ملتزمان جدا بالعمل المشترك من أجل محاربة ظاهرة الانحباس الحراري. وقال فيكل، في تصريح خص به وكالة المغرب العربي للأنباء،عقب إشرافه على افتتاح الرواق الفرنسي ضمن الدورة السابعة للمعرض الدولي لتجهيزات وتكنولوجيا وخدمات البيئة (بوليتيك 2015)، والمنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إن هذا الالتزام تجسد خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي للمغرب في شتنبر الماضي، بعدما بادر جلالة الملك محمد السادس والرئيس فرانسوا هولاند إلى إطلاق مبادرة تضامنية قوية في ما سمي ب"نداء طنجة"، والرامية إلى إيجاد إجابات مناسبة وناجعة لإشكالية التغير المناخي، وهو ما يعكس عزم البلدين على توحيد جهودهما لحث المجتمع الدولي على الانخراط في الجهود الرامية للحد من التغيرات المناخية.
وأضاف أن مساعي البلدين معا على هذا المستوى خولت لهما احتضان القمة العالمية للمناخ على التوالي، حيث ستحتضن العاصمة الفرنسية في غضون العام الحالي الندوة الواحدة والعشرين للأطراف في الاتفاقية- الإطار للأمم المتحدة الخاصة بالتغيرات المناخية، فيما ستحتضن مراكش القمة الموالية، معتبرا أن الأمر يعتبر اعترافا دوليا بالجهود التي يبذلها البلدان معا من أجل حماية البيئة، والحفاظ على التوازنات المناخية.
وبخصوص معرض (بوليتيك)، أبرز المسؤول الفرنسي، الذي يوجد في زيارة للمغرب، على رأس وفد هام من رجال الأعمال الفرنسيين، تمتد ليومين سيلتقي خلالهما مجموعة من المسؤولين المغاربة، أن هذه التظاهرة التي تعد الأكبر من نوعها بالنسبة للمغرب فيما يخص البيئة، تشكل مناسبة للمقاولات الفرنسية الرائدة في مجالات التجهيزات والتكنولوجيات البيئية، وتدبير النفايات، والطاقات المتجددة، والبنيات التحتية، ومجموعة أخرى من الأنشطة الاقتصادية المندرجة ضمن الاقتصاد الأخضر، لتضع خبراتها رهن إشارة الفاعلين الاقتصاديين المغاربة، و تقديم حلول تتلاءم وخصوصية احتياجاتهم.
ومن جانبها اعتبرت النائبة إستيل غروليي، رئيسة "بيزنس فرنسا" والمسؤولة عن الرواق الفرنسي بهذا المعرض في تصريح مماثل، أن مشاركة فرنسا في هذا المعرض بوفد هام يمثل خمس جهات فرنسية( لانغوك روسيليون، ايل دو فرانس، نورماندي، ألزاس، جهة الوسط) يعكس اهتمامها الكبير بهذه التظاهرة التي أصبحت تضاهي كبريات التظاهرات العالمية في مجال البيئة.
وتابعت أن المغرب يعتبر بلدا واعدا بالنسبة للعديد من الفاعلين الاقتصاديين بفرنسا، ويعد وجهة مفضلة لديهم لعقد شراكات مربحة مع نظرائهم المغاربة، مشيرة في هذا الإطار إلى أن الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب، التي تساهم في تنظيم هذا الرواق، مستعدة لمواكبة المقاولات الفرنسية الراغبة في الاستقرار في المغرب. واعتبر عارضون فرنسيون أن حضورهم لهذا المعرض يجسد رغبتهم الأكيدة في نقل خبراتهم في مجال تكنولوجيات البيئة والتنمية للمقاولين والمهنيين المغاربة لمرافقتهم من أجل تطوير خبراتهم، وتعزيز تنافسيتهم في هذا القطاع.
وأضافوا، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للانباء، أن الرواق الفرنسي، الذي يعتبر الأكبر ضمن الدورة الحالية، يشكل خطوة هامة في اتجاه إرساء أسس متينة للشراكة بين الفاعلين الاقتصاديين من مختلف الجهات الفرنسية ونظرائهم المغاربة، وبالتالي الانتقال من مبادرات متفرقة إلى استراتيجية شاملة للتعاون بين الطرفين.
يذكر أن برنامج المعرض، الذي سيتواصل إلى غاية 24 أكتوبر الجاري بمشاركة 265 عارضا من داخل المغرب وخارجه، يتضمن على الخصوص عقد الدورة الرابعة لمناظرة "الجماعات المستدامة"، ويوما خاصا بإفريقيا لمناقشة تحديات الجماعات الترابية الإفريقية في مواجهة رهانات التغير المناخي، و"منتدى التعمير والمدينة المستدامة"، فضلا عن أيام خاصة بإنعاش الشغل من خلال النجاعة الطاقية، وورشات تقنية ينشطها خبراء متخصصون في قضايا البيئة والمناخ.