أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، اليوم الأربعاء بطنجة، أن المغرب يدعو إلى مأسسة الحوار مع المجتمع المدني في كل لقاءات واجتماعات اعضاء حوار غرب المتوسط "5+5". وأضاف مزوار، في كلمة بمناسبة افتتاح الاجتماع ال12 لوزراء خارجية الدول أعضاء حوار غرب المتوسط "5+5" الذي يرأسه المغرب والبرتغال، أن "الشجاعة السياسية تتطلب العمل، وبالتالي فإننا نرغب في أن يكون حوار الخمسة زائد خمسة إضافة ودعامة للعمل والإجابة على الأسئلة المتعلقة بانتظارات شباب حوض المتوسط المشروعة"، معتبرا أن "البداية يجب أن تقوم على مأسسة الحوار مع المجتمع المدني في كل لقاءات المجموعة".
وأضاف أن "هناك دعامات أخرى تقتضي منا الدعم من ضمنها اتحاد المغرب العربي الذي، وبحكم توجهه العام، يمكن أن يصبح دعامة مهمة لجهودنا المشتركة لتحقيق الاندماج الاقليمي، وعلى كل حال هذا ما يتمناه المغرب"، وكذلك الاتحاد الأوربي الذي "يشكل نموذجا في الاندماج الإقليمي، ونحن نتابع باهتمام كبير وعن كثب سعي الاتحاد مراجعة سياسة الجوار"، كما أن الاتحاد من أجل المتوسط، الذي "ينكب، من خلال مشاريع عملية وموجهة إلى خلق دينامية جديدة وشراكات مبتكرة في ضفتي المتوسط، يشكل بدوره دعامة اساسية للعمل الميداني واتخاذ المبادرات الخلاقة".
وأبرز، في هذا السياق، أن "وسائل العمل متاحة من خلال النماذج المؤسساتية المذكورة سلفا، كما نتوفر على آليات ضرورية للانتقال الى الفعل، وما علينا الا ان نبادر الى العمل الميداني الهادف والانكباب عليه"، مضيفا أن "التحديات تبقى كثيرة خاصة منها المتعلقة بالتغيرات المناخية".
وأشار إلى أن فرنسا ستحتضن في المستقبل المنظور مؤتمر "كوب 21" الخاص بالتغييرات المناخية قبل أن يحتضن المغرب نفس المؤتمر الدولي في السنة القادمة، مؤكدا أن "الرهانات المرتبطة بقضية التغييرات المناخية تستدعي اهتماما ومواكبة من قبل الجميع، كما يستوجب الأمر عملا ميدانيا وتضامنا وتحمل المسؤولية من قبل الجميع".
وذكر، في نفس السياق، بالدعوة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من طنجة، تحث أصحاب الضمائر الحية لمواجهة هذا التحدي الضخم واستعجاليته، مشددا على أن إيجاد الحلول لهذه التحديات الكبرى التي يواجهها حوض المتوسط "رهين بالدرجة الأولى بإرادتنا جميعا ورغبتنا المشتركة في العمل واتخاذ المبادرات الميدانية بشكل جماعي، والتاريخ يعلمنا أن كل التحديات يمكن مواجهتها".
وبخصوص القضية الشبابية، أكد مزوار أن "شباب المتوسط هم حاملو خطاب الأمل ما أحوج منطقتنا إليه، وهو ما لاحظته خلال مشاركتي في منتدى المجتمع المدني بدول حوار غرب المتوسط "5+5" أمس الثلاثاء بطنجة"، مضيفا أن "هؤلاء الشباب لهم أفكار ومشاريع واحلام، وهم بالتالي يشكلون مستقبل المتوسط".
وأكد، في هذا السياق، أن حوض المتوسط "لا يشكل فقط نقطة فاصلة بين الشمال والجنوب بل هو حامل لرسالة الأمل والمشاريع المشتركة، وبالتالي فان الشباب يوجدون في قلب التحديات التي على دول المتوسط رفعها بشكل جماعي"، مضيفا أن "المسؤولية الجماعية تقتضي من المسؤولين السياسيين ايضا البحث عن حلول تضامنية لمواجهة الرهانات التي تطرحها مسالة الهجرة".
وينعقد الاجتماع ال12 لوزراء خارجية الدول أعضاء حوار غرب المتوسط "5 + 5" الذي يرأسه المغرب والبرتغال، بحضور وزراء خارجية البرتغال روي ماشيطي وفرنسا لوران فابيوس وإيطاليا باولو جينتيلوني سيلفيري والوزير المنتدب المالطي لدى وزير التربية والشغل المكلف بالبحث والابتكار والشباب والرياضة كريستوفير أغيوس وكاتب الدولة الاسباني في الشؤون الخارجية ا ايغناسيو ايبانيث روبيو.
كما يحضر الاجتماع وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار ووزير الخارجية التونسي البكوش الطيب ووزير خارجية ليبيا حسن الصغير والوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون خديجة بنت امبارك فال والكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الجزائرية عبد الحميد سنوسي بركسي .
كما يمثل الاتحاد من أجل المتوسط امينه العام فتح الله السجلماسي، واتحاد المغرب العربي الأمين العام حبيب بن يحيى، والاتحاد الأوروبي سفير بعثة الاتحاد الأوروبي روبير جوي.