وصف الجنرال الجزائري المتقاعد حسين بن حديد، في حوار مع "إذاعة جزائرية" سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ب"المختل عقليا"، وقال إن"سعيد بوتفليقة هو الحاكم الفعلي للجزائر ويخطط لتولى منصب الرئيس في مكان أخيه". ووصف الجنرال السابق حسين بن حديد، في حوار مع إذاعة "المغرب إف إم" الجزائرية، تم بثه في 22 شتنبر عبر الإنترنت، سعيد بوتفليقة، بالرجل "المختل عقليا"، وأضاف أنه هو الذي كان وراء تنحي مسؤول الاستخبارات الجزائرية الجنرال توفيق مدين "بهدف فتح الطريق أمامه لتولي منصب رئيس الجزائر خلفا لأخيه عبد العزيز بوتفليقة".
وفي شريط مصور مدته 26 دقيقة تم بثه على موقع "يوتيوب"، أكد الجنرال حسين عبد الحديد، أنه توقع إبعاد مدير الاستخبارات توفيق مدين من مهامه بعدما فقد أهم صلاحياته الأمنية والاستخباراتية، مشيرا إلى أن سعيد بوتفليقة هو الذي وقف وراء هذا التنحي، لأنه يريد أن يزيل جميع العقبات التي يمكن أن تعترض مساره من أجل تولي منصب رئيس الجزائر في مكان عبد العزيز بوتفليقة.
وواصل العسكري المتقاعد قوله، إن سعيد بوتفليقة هو الحاكم الحقيقي والوحيد في الجزائر. فهو الذي يعطي الأوامر للوزير الأول عبد المالك سلال، ولرئيس ديوان الرئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، ونائب وزير الدفاع قايد صالح. فيما يتصور أن يكون قايد صالح، نائب وزير الدفاع الحالي ضمن قائمة المسؤولين الجزائريين الذين سيتم إبعادهم في المستقبل القريب من طرف سعيد بوتفليقة بعدما تحالف معه في 2014 لإسقاط توفيق مدين.
هذا، وأضاف العسكري الجزائري السابق أن بوتفليقة قام بتنحية كل الجنرالات التي كانت وراء وقف الانتخابات التشريعية في 1991 والتي فاز في دورتها الأولى حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحل، منوها في الوقت نفسه أن توفيق مدين هو الجنرال الأخير الذي تم تنحيته.
"الجنرال توفيق مدين ارتكب العديد من الأخطاء"
وبخصوص العلاقات بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومسؤول الاستخبارات الجزائرية السابق توفيق مدين، أكد الجنرال حسين بن حديد أنها كانت علاقات عادية تمر في بعض الأحيان بتوترات مثل باقي العلاقات، مضيفا أن بوتفليقة كان يستفيد من دعم الجنرال توفيق الذي زكى ترشحاته الرئاسية الأربع.
من جهة أخرى، اعترف الجنرال حسين بن حديد أن الجنرال توفيق ارتكب أخطاء عديدة، أبرزها عندما سمح للرئيس بوتفليقة بتعديل الدستور الجزائري، خاصة المادة التي تحدد العهدات الرئاسية بعهدتين اثنتين فقط.
أما الخطأ الثاني الذي ارتكبه مسؤول الاستخبارات السابق، هو عندما فضل عدم الرد على زعيم حزب جبهة التحرير الوطني عمار سعيداني، الذي قال في حوار مع الصحافة الجزائرية، أن توفيق مدين فشل في العديد من المجالات، وما بقي له إلا أن يرحل.
ومهما كانت المخططات التي يقوم برسمها وتنفيذها حاليا سعيد بوتفليقة للوصول إلى سدة الحكم، إلا أن الجنرال حسين بن حديد واثق من أن الشعب الجزائري سيقف لها بالمرصاد وسيعارضها، مشيرا إلى أن الدستور الجزائري لا يتضمن أي قانون يشير إلى الخلافة في الحكم.
ودعا الجنرال السابق المعارضة السياسية إلى التوحد، والمثقفين والعسكريين "الشرفاء" إلى الوقوف بالمرصاد ضد مخططات سعيد بوتفليقة، رغم اعترافه بأن الجزائر أصبحت تفتقد إلى مسؤولين قادرين على أخذ مبادرات شخصية لإفشال كل المخططات التي تحاك ضد الجزائر.
ويعتبر الجنرال بن حديد من بين العسكريين الذين عملوا كثيرا في الميدان، فقد كان قائد الفرقة المدرعة الثانية، أهم فرقة في الجيش الجزائري، ثم قائدا للناحية العسكرية الثالثة بمدينة بشار جنوب غرب البلاد، ومستشارا لرئيس الجمهورية ووزير الدفاع اليمين زروال. ولم يظهر في وسائل الإعلام منذ استقالته من الجيش في 1996.