قضت المحكمة الإدارية بالرباط صباح اليوم، وهي تبث في الطعون الانتخابية، برفض جميع الطعون التي كان قد تقدم بها المحامي طارق السباعي، نيابة عن ممثل حزب جبهة القوى الديمقراطية في أصيلة ومرشحين آخرين عن حزب التجمع الوطني للأحرار، ترمي إلى إلغاء نتائج بعض الدوائر الانتخابية بمدينة أصيلة وعلى رأسها الدائرة الانتخابية رقم 1 التي فاز بها وزير خارجية المغرب الأسبق محمد بن عيسى. وكان ممثل جبهة القوى الديمقراطية "المكي بن علي" قد أعلن في وقت سابق عقب خسارته بفارق كبير بينه وبين الفائز عبد الله الكعبوري، في الدائرة الانتخابية رقم 5 ، أنه سيلجأ الى تقديم طعن في النتيجة بسبب خروقات عرفتها عمليات التصويت وفرز الأصوات، وهو ما تفنده حسب مصادر مطلعة محاضر لجنة مكتب التصويت.
وذكر متتبعون أن الطعون التي تقدم بها المحامي السباعي من هيأة الرباط، هي طعون انتقامية لأن الكل يعلم مدى كراهيته للوزير السابق بن عيسى اذ انه هو نفس المحامي الذي كان يدافع في جميع ملفات المستشار المعزول الزبير بنسعدون والمدان بعقوبة حبسية 3 سنوات نافذة يقضيها في سجن طنجة بعد صدور حكم قضائي نهائي من أجل الاتجار الدولي في المخدرات. كما أن السباعي متابع في ملف يتعلق بالسب والقذف باستئنافية الرباط بعد شكاية تقدم بها بن عيسى في مواجهته إلى جانب المحامي الحبيب حجي.
وأضاف ذات المتتبعون ان المكي بنعلي سبق له ان تقدم عدة مرات في الانتخابات الجماعية لأصيلة لكنه كل مرة يخرج منهزما، كما أن نجله الذي يشغل مهمة الكاتب العام لشبيبة حزب جبهة القوى الديمقراطية حصل على نتيجة جد مخيبة بعد ترشحه في دائرة بجماعة الساحل الشمالي القروية القريبة من أصيلة، في الانتخابات الأخيرة.
ويرى سياسيون أن الدافع الحقيقي لتقديم الطعون هي مواصلة الحرب غير المبررة التي بدأها السجين بن سعدون والتي يقودها المحاميان طارق السباعي والحبيب حجي على الوزير الأسبق بن عيسى الذي ظفر بولاية هي الخامسة على التوالي على رأس بلدية أصيلة.
يذكر أن بن سعدون سبق له ان كان مستشارا ببلدية أصيلة بعد نجاحه في استحقاقات سنة 2009 ، بعد أن فرضه محمد بوهريز منسق التجمع الوطني للأحرار في طنجة، لكن سرعان ما تبين ان لديه ملفات نائمة تتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات. الا أنه قاد ضد الوزير بن عيسى مجموعة من الإحتجاجات بعد أن تعذر عليه تقلد مهام داخل مكتب المجلس البلدي والمجلس الإقليمي. لكن بن سعدون سرعان ما غير جلده والتحق بحزب شباط وأصبح مناضلا استقلاليا.