ذهب تقرير الخبرة الطبية، الذي أنجزه ثلاثة أطباء شرعيين وأعلن عنه وكيل الملك، اليوم الاثنين (6 يونيو 2011)، وكانت "كود" سباقة إلى نشره، إلى أن وفاة كمال العماري كان يمكن تفاديها لو تلقى الراحل علاجا مبكرا ومناسبا. وجاء في التقرير أنه "أصيب باعتلاء رئوي واسع مع فقدان الدماغ للأوكسجين"، مضيفا أن الوفاة حصلت نتيجة "غياب علاج مبكر ومناسب". آش كيعني هاد الشي؟. وفي بحثها عن إجابة لهذا السؤال، اتصلت "كود"، بطبيب متخصص في الرئة، أكد لها أن "الاعتلال الرئوي لشخص ما يعني أن رئة الراحل كانت مصابة"، وقدم الطبيب فرضيات كثيرة، منها أن يكون من مرضى السكري. وحول ما إذا كان تعرضه لضرب مبرح، أو حادثة سير، أو سقوط مفاجئ، كما هو الحال في حالة كمال عماري، قد يؤدي إلى هذا الاعتلال، تفادى الدكتور تقديم جواب، وقال إن "التشريح هو الوحيد القادر على تقديم إجابات مماثلة". التقرير الطبي ذهب إلى أن سبب الوفاة ليس اعتلال الرئة، ولكن "رضة صدرية غير معقدة"، ما يعني أنه أصيب بكسر أو ما شابه ذلك، وهو ما يفسر تعرضه للضرب. وكان مسؤول جمعوي تمكن من رؤية جثة الراحل، وأكد ل"كود" وجود لون أزرق على أكثر من منطقة من جسم الراحل، خاصة الظهر، وهو ما يقوي تعرضه للضرب، كما سبق أن أكدت تنسيقية "20 فبراير" بآسفي، في بيان لها، وذهبت إلى أن الراحل ضربه بشكل عنيف جدا سبعة أفراد من القوات العمومية لمدة خمس دقائق.
هذا التقرير يحمل المسؤولية للإهمال الطبي، لأن الراحل دخله يوم الخميس ليلفظ أنفاسه، ولو تلقى "علاج مبكر ومناسب" ما كان ليموت، حسب تقرير الأطباء الشرعيين. وحسب تصريح لمسؤول من "العدل والإحسان" ل"كود" فإن "إخراج وفاة الراحل غبي"، وأضاف أن هذا التبرير "سيعقد الأمور كثيرا" لأنه حدد المسؤولية "للإهمال الطبي". ولكن شكون اللي مسؤول واش الطبيب اللي زارو نهار الثلاثاء ولا المستشفى اللي دخل ليه نهار الخميس؟ كان الراحل الذي تعرض يوم الأحد للضرب لم يزر الطبيب إلا يوم الثلاثاء، وقصد عيادة خاصة. بخصوص ضربة الرأس، علمت "كود" من مصدر طبي، أن الضربة لم تكن خطيرة، ولم تحدث نزيفا داخليا، مضيفا أن الإصابة مست القفص الصدري، ما أدى إلى إحداث مشاكل على مستوى التنفس.
غير أن بيان وكيل الملك يشدد على أمر آخر، وهو أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ستواصل تحرياتها في الموضوع، وقد تكشف التحريات عن تورط أطراف أخرى في وفاة عماري الذي تحول إلى "شهيد حركة 20 فبراير".
يذكر أن التقرير الحالي يكذب بيانا سبق لوكالة الأنباء المغربية (لاماب) أن أصدرته وذهب إلى أن الوفاة نتيجة "سكتة قلبية". وقد خلص تقرير الأطباء الشرعيين الثلاث إلى كون الوفاة نتجت عن "اعتلال رئوي واسع مع فقد الدماغ للأوكسجين. هذا الاعتلال الرئوي فاقم مفعول رضة صدرية غير معقدة، وأدى إلى الوفاة في غياب علاج مبكر ومناسب".